العبيد ، أما إنه لو أقام لأخذنا ميسوره وانتظرنا بماله وفوره (١). وهم عرب ممن كان قد عظم عناؤه في الإسلام يعلم ذلك ضرورة لنا ولأهل العلم.
وذكر يحيى بن زيد عليهالسلام لما دخل عليه كبار العرب من جنود بني أمية يلومونه (٢) ويعنفونه فكان يسأل عنهم واحدا واحدا ويرد على كل إنسان ما يصلح أن يرد على مثله حتى كلمه صاحب بني ناجية فقال : من أين هذا؟ قيل : من بني ناجية. فقال : لا تلامون على بغضنا أهل البيت لأثر أبي الحسن فيكم يعني قتله لمقاتلتهم وسبيه لذراريهم ؛ ولم نعلم منهم ولا ينكر من يراعي أحكام العلم إنكاره إلا منعهم الصدقة عامين : عام صفين والعام الذي بعده ، وذلك لوجدهم على علي عليهالسلام لما نفاهم من نسب قريش فقضى بردتهم لذلك ، ومهما وقع فيه النزاع فلا نزاع في أن كندة في حضر موت ارتدت على ناقة تسمى (شذرة) خرجت في سهم الصدقة وأبى صاحبها إلا استرجاعها ورد بعير مكانها وكره (زياد بن لبيد)(٣) رحمهالله ذلك ، فتمادى الشر حتى شبت الحرب ، وكانت شذرة عليهم مثل ناقة البسوس فقتلت مقاتلتهم وسبيت [ذراريهم] (٤) ؛ وحادثتهم ظاهرة عند أهل العلم ؛ وما عبدوا صنما ، ولا ادعوا سوى الله ربا ، ولا انتحلوا سوى
__________________
(١) (نهج البلاغة) الخطبة ٤٤. في (نهج البلاغة) خطبة رقم (٤٤) : قبح الله مصقلة فعل فعل السادة ، وفر فرار العبيد فما نطق مادحه حتى أسكته ولا صدق واصفه حتى بكته ، ولو أقام لأخذنا ميسوره ، وانتظرنا بماله وفوره.
وقد تقدمت حكاية بني ناجية في (الرسالة الهادية) ، وانظر (شرح نهج البلاغة) لابن أبي الحديد ٣ / ١٢٧ إلى ١٥١.
(٢) في (أ) : يلزمونه وهو خطأ.
(٣) زياد بن لبيد بن ثعلبة بن سنان بن عامر بن عدي بن أمية بن بياضة الأنصاري البياضي ، شهد بدرا والعقبة ، كنيته أبو عبد الله ، من فقهاء الصحابة ، ممن سكن الشام.
(٤) سقط من (أ).