الآيات وواضح البرهان ، وتجبّر يعقوب بن الليث (١) على علوية الطبرستان ، وقتل محمد بن زيد بن الحسن بن القاسم (٢) بأيدي آل سامان ، وفعل أبو الساح بعلوية الحجاز ما شاع في البلدان ، من القتل والتشريد من هجرة الإيمان ، وقتل قتيبة بن مسلم الباهلي عمر بن علي بعد أن ستر شخصه ووارى نفسه (٣) ، ومثل ذلك ما فعل الحسين بن إسماعيل المصعبي بيحيى بن عمر الحسيني (٤) ، وما فعل مزاحم بن
__________________
(١) يعقوب بن الليث الصفار ، أبو يوسف. كان في صغره يعمل الصفر (النحاس) في خراسان ويظهر الزهد ، ثم تطوع في قتال الشراة ، فانضوى إليه جمع ، فظفر في معركة معهم. وأطاعه أصحابه ، واشتدت شوكته ، فقلب على سجستان (سنة ٢٤٧ ه) ، ثم امتلك هراة وبوشنج.
واعترضته الترك فقتل ملوكهم ، وشتت جموعهم ، فهابه أمير خراسان وغيره من أمراء الأطراف ، ثم امتلك كرمان وشيراز ، واستولى على فارس فجبى خراجها ، ورحل عنها إلى سجستان قاعدة ملكه.
(٢) محمد بن زيد بن الحسن ، قتل سنة ٢٨٧ ه ، كما في الطبري ، ودفن على باب جرجان.
(٣) قتيبة بن مسلم الباهلي : [٤٩ ـ ٩٦ ه] أمير ، تولى أيام عبد الملك الري ، وتولى خراسان في أيام ابنه الوليد ، قتله سليمان بن عبد الملك ، وأخباره كثيرة. أما عمر بن علي فقيل : توفي سنة ٦٧ ه ، وقيل : قتل مع مصعب أيام المختار ، وقيل : عاش إلى زمان الوليد بن عبد الملك ، وقيل : قتل في واقعة الطف.
انظر (معجم رجال الاعتبار وسلوة العارفين).
(٤) الحسين بن إسماعيل المصعبي : أحد قوّاد بني العباس وعملائهم ، وهو ابن عم محمد بن عبد الله بن طاهر الذي أرسله لقتال يحيى بن عمر ، وضم إليه جماعة من القواد منهم سعد الضبابي ، وخالد بن عمران ، وأبو السنا الغنوي ، وعبد الرحمن بن الخطاب المعروف بوجه الغلس.
انظر (مقاتل الطالبيين).
أما يحيى بن عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين السبط المتوفى سنة ٢٥٠ ه. خرج في أيام المتوكل العباسي سنة ٢٣٥ ه إلى خراسان فرده عبد الله بن طاهر ، فأمر المتوكل بتسليمه عمر بن الفرج الرخجي فسلم إليه وأمر المتوكل بضربه وحبسه ثم أطلقه ، وأقام مدة في بغداد وتوجه إلى الكوفة أيام المستعين العباسي ودخلها ليلا فأخذ ما في بيت مالها ، وفتح السجون ، وأخرج من فيها ، ودعا إلى الرضا من آل محمد فبايعه الناس وطرد نواب العباسي من الكوفة واستحوذ عليها وعسكر بالفلوجة ، فندب له محمد بن عبد الله بن طاهر ابن عمه الحسين بن إسماعيل ، ولم يزل يقاتل حتى هزم ، وانكفأ الحسين بن إسماعيل إلى بغداد ومعه رأس يحيى بن عمر ، وفيه جيمية ابن الرومي الشهيرة.
انظر (مقاتل الطالبيين) ص ٥٠٦ إلى ص ٥٢١ ، (الأعلام) ٨ / ١٦٠.