وقتلوا من قدروا عليه من الذرية ، وما فعل القوم الضلالة عن كلالة ؛ وكيف ذلك وإمامهم معاوية بن صخر محزب الأحزاب ، ومعادي الكتاب ، وأمه هند آكلة أكباد الشهداء ، وقد قتل حجر بن عدي الكندي (١) ، وعمرو بن الحمق الخزاعي (٢) ، وأخوه الذي ادعاه بالعهر ، وخرج بدعواه من الإسلام إلى الكفر ، زياد بن سمية (٣) قتل الألوف من شيعة عليعليهالسلام صبرا وخترا ، ثم قفا يزيد أباه فأجهز على جرحاه وبعض أحداثه قتل الحسين بن عليعليهالسلام في أفاضل أهل بيت الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وسادات الأمة من شيعته فيهم الحر بن يزيد الرياحي (٤) ، وعمر بن
__________________
(١) حجر بن عدي بن جبلة الكندي ، المستشهد سنة ٥١ ه ، ويسمى حجر الخير. صحابي ، شجاع ، خيّر ، من المقدمين ، وفد على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وشهد القادسية ، ثم كان من أصحاب أمير المؤمنين ، وشهد معه الجمل وصفين ، وسكن الكوفة إلى أن قدم زياد بن أبيه واليا عليها ، فضايقه لمعرفته بحبه لأمير المؤمنين وولائه لأهل البيت ، وطلب منه أن يسب عليا ويتبرأ منه فأبى هو وبعض أصحابه ، فجيء به إلى معاوية إلى دمشق ، فأمر معاوية بقتله قبل أن يصل إليه فقتل في (مرج عذراء) قريب دمشق مع أصحاب له في قصة مثيرة ومحزنة ، وأخباره طويلة ، وفي سيرته وقصة استشهاده كتب عدة ، ومحل قبره الآن يسمى (عذراء) بالذال والراء وهو مشهور مزور.
انظر (معجم رجال الاعتبار وسلوة العارفين) ت ١٧٤ ، (الأعلام) ٢ / ١٦٩ ، طبقات ابن سعد ٦ / ١٥١ ، و (أعيان الشيعة) ٤ / ٥٦٩ ـ ٥٨٧.
(٢) عمرو بن الحمق الخزاعي الكعبي. المتوفى سنة ٥٠ ه. صحابي ، سكن الشام وانتقل إلى الكوفة ، وشهد مقتل عثمان ، وشهد مع أمير المؤمنين حروبه ، وكان على خزاعة يوم صفين. ورحل إلى مصر ثم إلى الموصل فطلبه معاوية وظفر به عبد الرحمن بن عبد الله الثقفي عامل الموصل ، فجاءه من معاوية أن يطعنه تسع طعنات. قالوا : ومات في الأولى أو الثانية.
انظر (الإصابة) ت (٥٨٢٠) ، (الأعلام) ٥ / ٧٦ ، ٧٧ و (أعيان الشيعة).
(٣) زياد بن أبيه من (١ ـ ٥٣ ه). اختلفوا في اسم أبيه ؛ فقيل : عبيد الثقفي ، وقيل غيره. ولدته أمه سمية جارة الحارث بن كلدة الثقفي في الطائف. أسلم في عهد أبي بكر وكان كاتبا للمغيرة بن شعبة ثم لأبي موسى الأشعري أيام إمرته على البصرة. ثم ولاه أمير المؤمنين فارس ، وبعد وفاة أمير المؤمنين امتنع على معاوية فألحقه معاوية بأبي سفيان مدعيا أنه أخوه ، وذلك سنة ٤٤ ه. ثم ولاه البصرة والكوفة وسائر العراق فكان من أقسى الناس على الشيعة ، وقتل منهم الألوف كما ذكر المؤلف.
(٤) الحر بن يزيد بن ناجية الرياحي اليربوعي ، كان من رؤساء أهل الكوفة ، أرسله ابن زياد من القادسية أميرا على ألف فارس ، يستقبل بهم الحسين ، لئلا يدخل الكوفة فالتقى به وجاوله حتى ـ