أم هو غيره؟ فما غيره إلا الكفر والإجرام ؛ هذا وكم مداح لأهل البيت عليهمالسلام قطعت لسانه كعبد الله بن عمار البرقي (١) ، وآخر أخيف كما فعل بالكميت بن زيد [الأسدي] (٢) حتى قال :
ألم ترني في حب آل محمد |
|
أروح وأغدو خائفا أترقب |
خفضت لهم مني جناح مودة |
|
إلى كنف أعطاه أهل ومرحب |
وطائفة قد كفروني بحبهم |
|
وطائفة قالوا مسيء ومذنب |
وقصة الفرزدق بن غالب التميمي (٣) غير غبية ، فلا جرم له إلا مدح خير البرية ، ولقد رفعوا قدر من تجرد لسبهم كما فعلوا بابن أبي حفصة اليماني ، وبعلي بن الجهم المسمى بالشامي (٤) في أمثالهما ، وقد قدمنا في صدر كتابنا هذا فعل المتوكل على الشيطان (٥) لا على الرحمن من كرب قبر الحسين بن علي ، وتولية اليهود على
__________________
(١) عبد الله بن عمار البرقي ، قتل سنة ٢٤٥ ه ، بعد أن وشي به إلى المتوكل ، وقرأت له قصيدته النونية التي منها : فقلدوها لأهل البيت إنهم صنو النبي وأنتم غير صنوان ، فأمر بقطع لسانه وإحراق ديوانه ففعل به ذلك ومات بعد أيام. انظر (أعيان الشيعة) ٨ / ٦٣ ـ ٦٤.
(٢) الكميت بن زيد بن خنيس الأسدي. أبو المستهل (٦٠ ـ ١٢٦ ه) ، شاعر أهل البيت وأشعر شعراء الكوفة المقدمين في القرن الأول الهجري ، وفي سيرته وقصائده كتب. انظر (أعلام المؤلفين الزيدية) ت (٨٤٩).
(٣) همام بن غالب بن صعصعة التميمي الدارمي ، المعروف بالفرزدق. توفي عن عمر طويل ؛ قيل : سنة ١١٠ ه ، وقيل : سنة ١١١ ه ، وقيل : سنة ١١٢ ه ، وقيل : سنة ١١٤ ه. وهو الذي مدح زين العابدين علي بن الحسين بقصيدته الميمية الشهيرة ، التي منها :
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته |
|
والبيت يعرفه والحل والحرم |
انظر (معجم رجال الاعتبار وسلوة العارفين).
(٤) علي بن الجهم بن بدر ، أبو الحسن السامي ، من بني سامه بن لؤي بن غالب ، شاعر المتوكل العباسي ، وصاحب قصائد النصب ، المتوفى سنة ٢٤٩ ه.
انظر (الأعلام) ٤ / ٢٦٩ ، ٢٧٠ و (الأغاني) طبعة دار العلم ١٠ / ٢٠٣ ـ ٢٣٤.
(٥) جعفر بن محمد بن هارون الرشيد (٢٠٦ ـ ٢٤٧ ه) ، أخبث ملوك بني العباس ، تولى سنة ٢٣٢ ه ، واشتهر بالنصب ، وهدم قبر الحسين ، وما حوله سنة ٢٣٦ ه ، واشتهر بكل المنكرات.
انظر (الأعلام) ٢ / ١٢٧ ، و (تأريخ الخميس) ٢ / ٣٣٧ وكتب التأريخ الإسلامي ك (مروج الذهب) وغيره.