الغليظ ، الجبار العنيد ما كان من أمر الفخي (١) عليهالسلام وأهل بيته سلام الله عليهم ، وما فعل أخوه هارون المتمرد المتكبر في شجرة النبوة من القتل الذريع ، والحبس الشنيع (٢) ، فلما صفت لهم الدنيا إمهالا ، وحصلت استدراجا ، صارت الأموال إلى الديلمي ، ويؤثر بها التركي ، وتحمل إلى المغربي والفرعاني ، ويفوز بها الأشروسي والبربري.
ومن أفاضل أهل البيت عليهمالسلام من يتضور جوعا ، ولا يطعم هجوعا ، ويموت الفاضل من أفاضلهم فلا تشيع جنازته ، ولا يعمر إلا على وجل مشهده ، ويموت المسخرة منهم والمغني فيحضر جنازته العدول بزعمهم ، والقضاة ، وربما مشوا خلفها حفاة ، ويحضر التعزية القواد والولاة ، فهذا دين الإسلام يا من حرف الإسلام
__________________
(١) الإمام الحسين بن علي الفخي ـ عليهالسلام ـ تقدمت ترجمته ، وستأتي في رسالة أخرى للمؤلف ، وفي عهد موسى الهادي العباسي قتل إلى جانب الإمام الحسين بن علي عليهالسلام سليمان بن عبد الله بن الحسن ، والحسن بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن ، وعبد الله بن إسحاق بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن.
انظر (مقاتل الطالبيين) ٣٦٤ ـ ٣٨٧.
(٢) في أيام هارون قتل من آل البيت : الإمام يحيى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن ، بعد أن غدر به في قصة طويلة مشهورة ، وإدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن ، دسّ إليه السم إلى بلاد المغرب في حكاية شهيرة ، وعبد الله الأفطس بن الحسن بن علي بن الحسين. كان مع صاحب فخ وأشخص من المدينة وجلس عند جعفر البرمكي ، وفي يوم نيروز قدمه جعفر فضرب عنقه وغسل رأسه وجعله في منديل وأهداه إلى هارون ، ومحمد بن يحيى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن مات في حبس بكار بن عبد الله الزبيري والي المدينة ، وكذلك الحسين بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ضربه بكار الزبيري حتى مات ، وفي عهد هارون أيضا قتل العباس بن محمد بن عبد الله بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، دخل على هارون فكلمه كلاما طويلا ؛ فقال هارون : يا بن الفاعلة. فقال : تلك أمك التي تواردها النخاسون ، فأمر به فأدني فضربه حتى قتله ، وكذلك موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب قتل بأمر هارون وسعي يحيى بن خالد البرمكي كما تقدم. وأخيرا إسحاق بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب مات في حبس هارون.
انظر (مقاتل الطالبيين) ص ٣٨٧ ـ ٤١٨.