على ما في أيديهم من الممالك ، كأسعد بن أبي يعفر (١) ، وأحمد بن محمد الضحاك (٢) وغيرهما من الرؤساء ؛ وقد بينا في أول المسألة أنه لا يجب على الإمام التحكم في أنه لا يفعل الإمام إلا ما قد سبق فعله ، وقد بينا أن الأئمة عليهمالسلام قد فعلوا أشياء لم يسبق إليها ذكر ، ولأنها فعل ، ولم ينكر عليهم أحد من أهل المعرفة ، ولا ينبغي لأحد أن ينكر فأهل البيتعليهمالسلام معدن العلم فما خرج من علم للآخر أضيف زيادة إلى علم الأول ، وكان سعة ورحمة ، ومثالهم مثال قوم لهم معدن من ياقوت أو جوهر وهم يستخرجون منه ، وإنما على قدر ما يرزقهم الله تعالى من كثرة وقلة ، وتفاضل في الجودة ؛ فكما أن الذي يخرجه أحدهم هو غير ما يخرجه الآخر ، وإنما هو جنسه فلحق به ، فليس للآخر أن يقول : إن هذا غير ذلك فلا أقبله ؛ فإنه يقال له : فإن كان غيره فإنه من جنسه. فتفهم ذلك تجده كما قلنا ، ولو لا صحة ما قلنا لما صنف أحد من الأئمة المتأخرين علما ، ولكان العلم كتابا واحدا وهو الآثار التي جاء بها النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ولا يتعداها أحد إلى غيرها ، ولكان من جاء بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من علي فمن بعده من ولده عليهمالسلام يقال لهم : [لا] (٣) نقبل منكم إلا
__________________
(١) أسعد بن إبراهيم بن أبي يعفر محمد بن يعفر بن إبراهيم الحوالي.
قال في (الأعلام) : زعيم يماني من الأمراء ، قاتل القرامطة أيام استيلائهم على اليمن وانتزع منهم صنعاء ، ثم استولى عليها فقاتلهم في ذمار ثم صالح علي بن الفضل فولاه صنعاء ، ثم تآمر عليه مع طبيب من آل بغداد فقتله مسموما ونهض أشياعه فقاتلهم أسعد وظفر بمن لقي منهم ، ودانت له بلاد اليمن كلها ما عدا صعدة فاستمر من سنة ٣٠٤ ه إلى أن توفي بكحلان.
انظر (الأعلام) ١ / ٢٩٩.
(٢) أحمد بن محمد بن الضحاك الهمداني ، المتوفى سنة ٣٣٠ ه ، أبو جعفر. سيد همدان في عصره وأحد كبار المحاربين في اليمن. قتل أبوه وهو ابن سبع سنين. فراعى ثأره في آل يعفر سبعا وخمسين سنة ، شهد بها مائة وست وقائع كان أكثرها بينه وبين الإمام الهادي يحيى بن الحسين ثم صافاه ابنا الهادي (محمد المرتضى) و (أحمد الناصر) ، فكان لهما نعم الصاحب والوزير في أمورهما ، وكان معاصرا للهمداني صاحب (الإكليل). انظر (الموسوعة اليمنية) ١ / ٦٣.
(٣) في (أ) : ما.