مرة أخرى ، فسأله أن يعفو عنه فقال : «لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ، والله لا مسحت عارضيك في أندية قريش تقول خدعت محمدا مرتين اضربوا عنقه» (١).
والهادي عليهالسلام لما دخل وادي أملح (٢) في بلاد وائلة (٣) جعل يتنقل في قراهم ودورهم ، يقطع أعنابهم ونخيلهم ، ويخرب منازلهم ـ وهم يجأرون إليه بالتوبة وقبول الأمان ـ فلم يقبل منهم لما يعلم من خبث الخلق وشرارتهم ، وهذا موجود في سيرته عليهالسلام معروف عند من يعرف أحواله وأقواله ، ولم يقبل توبتهم لما يعلم من خبثهم وشرارتهم ، هكذا ذكره مصنف سيرته عليهالسلام ، وجرت كتب أبي بكر إلى أمرائه في حرب الردة ، وأن لا يقبلوا توبة متمرد فلم ينكر أحد من الصحابة ، فجرى مجرى الإجماع.
__________________
(١) «لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين» الحديث بهذا اللفظ بدون الزيادة مشهور. وقد أخرجه ابن ماجة بأرقام (٣٩٨٢ ، ٣٩٨٣). وأحمد بن حنبل ٢ / ١١٥ ، وهو في (مجمع الزوائد) ٨ / ٩٠ ، وفي عشرات المصادر.
انظر (موسوعة أطراف الحديث النبوي) ٧ / ٤٥٧.
(٢) أملح بفتح أوله وسكون ثانيه ولام مفتوحة ثم حاء مهملة : واد مشهور في بلاد شاكر من أعمال صعدة ، فيه قرى كثيرة ومزارع الدهمة ووائلة ابنا شاكر من بكيل ، وهو يصب في الرملة ، ونسب إلى أملح الأمير الحسين الأملحي بن علي بن يحيى بن محمد بن يوسف الأشل بن القاسم بن الإمام يوسف الداعي.
انظر (مجموع بلدان اليمن وقبائلها) ١ / ٩٠.
(٣) وائلة : من قبائل بكيل ثم من شاكر. ومركز وائلة محل كتاف ، وتتصل بلاد وائلة من شمالها الشرقي بنجران ومن شمالها الشرقي ببني جماعة ، وبلاد ظهران شماليها ، ومن شرقيها الجنوبي جبل برط من بلاد شاكر ، ومن جنوبيها الغربي بلاد وادعة من همدان ، ومن جنوبيها بلاد آل سالم والعمالسة من دهمة بن شاكر ، ومن شرقيها الرملة الخالية ، ومن غربيها بلاد سحار من خولان ومن أودية وائلة وادي نشور يصب في نجران ، ووادي القشاش يصب في الرملة ، ووادي أملح وهو مشترك بين وائلي ودهمي من قبائل شاكر يصب في الرملة ، ووادي الفرع يصب في نجران وقبائل وائلة هم علهاني وشعري.
انظر تقسيماتهم وبقية المعلومات عن وائلة في (مجموع بلدان اليمن وقبائلها) ٣ / ٤٧٧.