ومنها حديث الوصية ، رويناه عنه ، رفعه بإسناده إلى عمار ، قال : قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : «أوصي من آمن بي وصدقني بولاية علي بن أبي طالب ، فمن تولاه فقد تولاني ، ومن تولاني فقد تولى الله عزوجل ، ومن أحبه فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله ، ومن أبغضه فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله عزوجل» ، فانظر رحمك الله هل كان معاوية تولاه أم عاداه أم أحبه أم أبغضه؟.
ومنها مسألة الغنى ، رويناه عنه ، ورفعه بإسناده إلى يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن يحيى عن عمه قال : كان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : «اللهم إني أسألك غناي وغنى مولاي من بعدي ـ يعني ابن عمه ـ» (١) والمراد بذلك غنى التقوى ، وقد كان ذلك لم يفتقرا مع التقوى إلى شيء.
ومنها حديث الكوكب ، رويناه عنه ، ورواه بإسناده إلى ثابت وأنس قال : انقض كوكب على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال رسول الله : «انظروا إلى هذا الكوكب فمن انقض في داره فهو الخليفة من بعدي» ، فنظروا فإذا هو قد انقض في منزل علي ، فأنزل الله تعالى : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ، ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى ، وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى ، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى) [النجم : ١ ، ٢ ، ٣ ، ٤] (٢).
فهذا كما ترى مجة من لجة ، وقطرة من مطرة ، ولو أردنا الاستقصاء لطال الشرح واتسع الميدان ، ولكنا نورد ما نرجوا أن يكون نافعا لمن نظر بعين البصيرة ، ولم يملك زمامه الهوى ، ولم يستسلم للحيرة المردية.
وكما قد وقع لك الإرهاص في حق علي عليهالسلام فلنذكر طرفا مما يتعلق
__________________
(١) أخرجه ابن المغازلي ص ١٥٨ ـ ١٥٩ برقم (٢٨٦) ، طبعة منشورات دار مكتبة الحياة.
(٢) المصدر السابق ص ٧٨ الفصل الثاني عشر في «أن عليا وصي رسول الله» برقم (٩٥) عن ابن عباس ، وهو في مناقب ابن المغازلي في تفسير قوله : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى) ص ٣١٠.