مِنْهُمْ فاسِقُونَ) [الحديد : ٢٦] ، فلم يسقط فسق الفاسقين وجوب اتباع الصادقين ولا إخراجهم من وراثة الكتاب ، فعل أهل الزيغ والارتياب.
فتأمل ما ذكرت لك ذلك بحس قوي ، وفهم سوي ، وقد محضت لك النصح محضا ، ورفضت عنك النفس رفضا ، وعرّفتك منهاج السلامة لتسلكه على يقين ، وأريتك دار اليقين ، لتهلك إن هلكت ـ والعياذ بالله ـ عن بينة ، وتحيا إن حييت ـ وهو الرجاء في الله سبحانه وتعالى ـ عن بينة ، والله سميع ممن دعاه وطلبه ، عليم بمن أقبل إليه وتمسك بحبله ، وبمن أدبر عنه وقطع سببه ، وما حكمك فيمن عاب دليله في المفازة المهلكة ، وخالف هاديه ولم يسلك مسلكه ، فنسأل الله تعالى بيانا يرسخ في قرار قواعد التوفيق أقدامنا ، وتوفيقا يملأ بنوره ليالينا وأيامنا ، لنعرف يميننا وشمالنا ، وخلفنا وأمامنا ، لنكون في أمرنا على بصيرة ، ونسير في طلب هدايتنا أحسن سيرة.
والصلاة على محمد رسول الله
صلى الله عليه وعلى آله الطيبين
وعلى كافة المسلمين ورحمة الله وبركاته.
* * *