أمه من حنيفة بن لجيم |
|
من بني الدؤل في المصاص الصميم |
ومثله قول الآخر :
ألا قل للإمام فدتك نفسي |
|
أطلت بذلك الجبل المقاما |
أضر بمعشر والوك طرا |
|
وقوفك عنهم تسعين عاما |
وعادوا فيك أهل الأرض جمعا |
|
وسموك الخليفة والإماما |
وما ذاق ابن خولة طعم موت |
|
ولا وارت له أرض عظاما (١) |
وكانت الكيسانية (٢) تزعم أنه حي مرزوق ، وأنه المهدي الذي بشّر الله به ولا يموت حتى يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا وظلما ، ولهم في ذلك كلام كثير وليس هذا مما نحن فيه في شيء ـ أعني ذكر الحياة ومن يقول بذلك فيستقصى ذكره ونذكر ما جاء فيه ـ لأن قصدنا في هذه الرسالة ليس إلا بيان ذكر أهل الردة وأحكامهم ، وأن المطرفية الملعونة ومن شايعها من أهل (المصانع) (٣) الجهلة حكمهم
__________________
(١) الأبيات للشاعر الشهير السيد الحميري ، ونصها في (أعيان الشيعة) ٩ / ٤٣٦ :
ألا قل للإمام فدتك نفسي |
|
أطلت بذلك الجبل المقاما |
أضر بمعشر والوك منا |
|
وسموك الخليفة والإماما |
وعدوا أهل هذا الأرض طرا |
|
مقامك فيهم ستين عاما |
وما ذاق ابن خولة طعم موت |
|
ولا وارت له أرض عظاما |
لقد أمسى بمورق شعب رضوى |
|
تراجعه الملائكة الكراما |
هدانا الله إذ صرنا لأمر |
|
به ولديه نلتمس التماما |
(٢) الكيسانية : فرقة سبق الحديث عنها والتعريف بها في كتاب (العقد الثمين) للمؤلف بتحقيقنا.
(٣) المصانع : وتسمى مصانع حمير جبال مرتفعة من أعمال ثلاء ، وتسمى بلاد المصانع (مجموع بلدان اليمن) ١ / ١٦٦ ، (معجم البلدان والقبائل) للمقحفي ص ٦٣٠ ، (السيرة المنصورية) للإمام عبد الله بن حمزة ج ٢ ص ٩٣٩ ، ٩٤٠ ، ٩٥٤ ، ٩٥٨ ، ٩٦١ ، قال في سيرة الإمام المنصور : ورفع عليهالسلام محطته من قارن إلى مصانع حمير ، فحط بقرية مدع وقد خلا خاطره من جهة الغز ، وأثقب النظر في أمور المطرفية لما يعلم من عظيم مكيدتهم في الإسلام ، وتلبيسهم على الخاص والعام مما يظهرونه من النسك وإكثار الصلاة والصيام .. إلخ ، وانظر قصة استيلاء المؤلف على هجرة قاعة وقصة المطرفية في (السيرة المنصورية) من ص ٩٦١ إلى ص ٩٨٦.