يسير إلى عمان مددا لحذيفة وعرفجة وقال : إن يلحق بكم عكرمة فهو على الناس ، وهو وجهكم إلى مهرة وحضر موت واليمن ، ولما بلغ لقيط مسيرهم إلى رخام في جانب عمان ونهض خنفر وعبد فعسكرا بأصحار ، ووافى الناس عكرمة وتوافت جنود المسلمين إلى أصحار فاستبرءوا من يليهم ، وأصلحوا الجهات ، ثم كاتبوا رؤساء أصحاب لقيط فاستجاب لهم طائفة ، منهم : سيد بني جديد فانفضوا عن لقيط فنهدوا إليه وقد رقت جنوده ، وإن كان في الدهم الأكثر فنهدوا إلى (دبى) (١) وكان لقيط قد جمع القيالات وتركهم خلف الناس حفيظة لهم لئلا ينهزموا ويحافظوا ، فاقتتل القوم قتالا شديدا قلما سمع بمثله ؛ فاستظهر لقيط على الناس ، وكاد يستعلي وجعل يطعن في الزيادة ، والمسلمون في النقصان على أن الحفيظة قائمة في المسلمين ، والرايات قائمة إلا أن الخطب قد اشتد على المسلمين ، وكثرت القتلى فيهم ، وفشت الجرائح ، وكاد أن يقع لأعداء الله الظفر ، فبينما (٢) الناس فيما هم فيه إذ وردت أمداد المسلمين من بني ناجية عليهم الحارث بن راشد السامي (٣) ومن انضاف إليهم من القبائل : عبد القيس والشواذب فاستعلى المسلمون على المرتدين فقتلوهم قتلا ذريعا بلغت القتلى عشرة آلاف قتيل سوى الشداد ، وحويت
__________________
(١) في الطبري : دبا.
(٢) في (ب) : فبينا.
(٣) في الطبري ج ٣ ص ١٥٨ طبعة مؤسسة عز الدين سنة ١٤٠٧ ه : جاءت المسلمين موادهم العظمى من بني ناجية وعليهم الحريت بن راشد ، ومن عبد القيس وعليهم سبحان بن صوحان وشواذب عمان من بني ناجية وعبد القيس ، فقوى الله بهم أهل الإسلام ووهن الله بهم أهل الشرك فولى المشركون الأدبار ، فقتلوا منهم في المعركة عشرة آلاف وركبوهم حتى أثخنوا فيهم ، وسبوا الذراري ، وقسموا الأموال على المسلمين ، وبعثوا بالخمس إلى أبي بكر مع عرفجة ، ورأى عكرمة وحذيفة أن يقيم حذيفة بعمان حتى يوطئ الأمور ويسكن الناس ، وكان الخمس ثمانمائة رأس ، وغنموا السوق بحذافيرها ، فسار عرفجة إلى أبي بكر بخمس السبي والمغانم ، وأقام حذيفة لتسكين الناس ... إلخ.