بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله وبه نستعين ، وصلواته على خير خلقه أجمعين ، سيدنا محمد (١) وأهل بيته الطاهرين ، وسلم تسليما.
قال الحسين بن القاسم بن إبراهيم : سألت أبي يوما رحمة الله عليه ، عن ما يقال للزنادقة والملحدين ، فيما يسألون عنه من الدليل على الله رب العالمين ، تقدست أسماؤه ، وجل ثناؤه؟!
فقال : سألت يا بنيّ عن أكرم مسائل السائلين ، وعن ما بجهله هلك أكثر قدماء الأولين ، فتخبط فيه منهم ـ عماية ـ من تخبط ، وأفرط بجهله فيه منهم من أفرط ، بغير ما حجة ولا برهان لمنكرهم في إنكاره ، ولا عدم دليل مبين فيما هلك به من احتياره (٢) ، إلا ما اتبعوا من مضل أهواء الأنفس ، وضلوا به لتقليد أسلافهم من غواة الجن والإنس.
وحجج الله عليهم تبارك وتعالى في العلم به قائمة ظاهرة ، وشواهد معرفته سبحانه لكل من خالفها بإنكار أو احتيار (٣) غالبة قاهرة. فالحمد لله ذي الغلبة والسلطان القاهر ، ولمعرفته والعلم به الحجة والبرهان الزاهر.
__________________
(١) في (أ) سيدنا النبي وأهل.
(٢) احتياره : من الحيرة.
(٣) في (ب) : احتيار.