كان أول ما افتتح به كتابه ، ما أكذب به نفسه وأصحابه ، أن قال :
بسم النور (١) الرحمن الرحيم
فإن كان النور هو الذي فعل اسمه (فلا اسم له ، وإن لم يكن فعل اسمه فمن فعله ، فإن هم ثبتوا (٢) له اسما غيره لم يكن إلا مفعولا ، وإن كان هو اسمه) (٣) كانت أسماؤه ممن سماه فضولا ، والفضول عندهم من كل شيء فمذمومة ، وأسماؤه إذا كلها شرور ملومة ، فهل يبلغ هذا من القول ، إلا كل أحمق أو مخبول.
وقال : الرحمن الرحيم ، فلمن زعم ألنفسه أم للأصل الذميم؟! فإن كان عنده رحمانا رحيما ، لمن لم يزل عنده شرا مليما (٤) ، إن هذا لهو أجلّ الجهل ، والرضى عما ذم من الأصل ، وإن كان إنما هو رحيم رحمان ، لما هو من نفسه إحسان ، فهذا أحول المحال ، وأخبث متناقض الأقوال.
ثم قال : أما بعد : فتعالى النور الملك العظيم ، فليت شعري أيّ تعال يثبت لمن هو في أسفل التخوم!! ومن هو مختلط عنده بكل مذموم ، من الأنتان القذرة ، والبول والعذرة ، وبكل ظلمة هائلة ، وأوساخ سائلة ، مرتبط في الأسافل ، مزلزل فيها بأمواج الزلازل ، لا يطيب منها نتنا ، ولا يعيد قبيحا حسنا ، ولا هائلا أنسا ، ولا سائل بول يبسا.
أيّ ملك لمن لا يملك إلا نفسه وحدها؟! ولا يستطيع رشدا إلا رشدها! ولا يتخلص من مرتبط عدو! ولا يقدر على النجاة من سوء! وأي عظمة تحق لمناوئ ضده بالمباشرة؟! ولم (٥) يعل عدوه بغلبة ـ له عن مباشرته (٦) ـ قاهرة ، ومن فرّقته المناواة أعضاء؟! ومزّقته المحاربة أجزاء؟! ومن حطّه حربه من أعالي العلى؟! إلى بطون الأرض السفلى؟!!
__________________
(١) في (ب) : الله (خطأ).
(٢) في (أ) : بينوا.
(٣) سقط ما بين القوسين من (ج).
(٤) في (ب) و (د) : ملوما.
(٥) في (ب) : ولمن.
(٦) في (أ) و (ب) : مياشرته.