غيره ، ومن شك فيه ـ زعم ـ لم يستيقن بشيء بعده.
فاسمعوا في هذا القول من أعاجيبه! وما استحوذ عليه فيه من ألاعيبه!! قال ومسبّح فمن تأويله مسبّحه (١) ، إذ ليس إلا هو وعدوه الذي لا يسبحه ، فإن كان إنما يسبح نفسه ، فإنما يسبح جنس جنسه ، فما في ذلك له من المدح! وما يحق بهذا من مسبّح وغير مسبّح ، وإن (٢) كان إنما سبحه (٣) جزء من أجزائه ، فإنما سبح (٤) الجزء نفسه وغيره نظيره (٥) من أكفائه ، وقد يحق له يا هؤلاء على الأكفاء ، من تسبيحه ما يحق لها عليه بالسواء ، وهو مسبّح ومسبّح ، ومادح وممتدح ، فليس له من مسبّحه إلا ما عليه مثله من تسبيحه ، ولا له من مادحه إلا ما عليه من مديحه ، وكل هذا أعجب عجيب! وقول متناقض وتكذيب!!
قال : ومقدّس وإنما مقدّس مفعّل ومعناه فمبرّك ، فمن يبرّكه وهو عنده يبرّك ولا يبرّك ، وليس معه إلا عدوه ، الذي لا سوّ إلا سوّه ، (٦) فنفسه تبرّكه ، فقد كان إذا ولا بركة له. فسبحان الله ما أفحش خطاهم! وأبين جهلهم وعماهم!!
فإن قال قائل منهم فبهذا فقد قلتم ، وقد يدخل لهم عليكم ما أدخلتم!!
قلنا أما مسبّح فنقولها ، وأما مقدس فأنت تقولها ، ونحن لا من (٧) طريق ما كفرت ، فقد نقولها في النور الذي ذكرت ، لأن الله تبارك وتعالى بارك فيه ، وفطره من البركة على ما فطره عليه ، فينفع بقدره (٨) ، في بعض أمره ، فدل بذلك على بركته ، وإحسان وليّ فطرته ، ولكنا نقول في الله : الملك القدوس كما قال ، إذ كان كل شيء فبقدسه
__________________
(١) في (ج) : سبحانه.
(٢) في (ب) و (د) : فإن.
(٣) في (ج) : يسبحانه. وفي (ب) و (د) : يسبحه.
(٤) في (ب) و (د) : يسبح.
(٥) في (ب) و (د) : نظيرا.
(٦) يعني : لا سوء إلا سوءه. وإنما لغة الإمام لغة حجازية وهم يسهلون المهموز.
(٧) في (أ) : لأن (مصحفة).
(٨) في (ب) و (د) : بقدرته.