عن كل نقص من معيبها ، (١) وما فسد لهم من دين بعصيان ، فبعد هدى من الله وبيان ، وتخيير في (٢) الطاعة وإمكان ، فما في الذي ذكر ، وفنّن فيه فأكثر ، مما (٣) يدخل له أو لغيره علينا ، أو يجد به أحد مقال تعنيف فينا ، كأن كلامه ، ويله وأحكامه ، كلام لم يزل يسمعه من شطار (٤) أهل السجون ، أو كأنما قبل آدابه عن سفلة أهل المجون ، بل كأنه مجنون مصاب ، لا يحق له جزاء ولا عليه عقاب.
ومتى قيل له ، قاتله الله وقتله ، ما زعم وقال؟! (٥) وهذى به وهذر إذ سال؟! أنه أصمّ خلقه من حيث ظن ، (٦) وأعماهم كما توهم ، أو جبرهم على عصيانه ، أو حال بين أحد وبين إيمانه ، أو أنه هو أمرضهم ، (٧) أو عذّب بغير ذنب بعضهم ، بل نقول هو أسمعهم بالدعاء نداه ، ونوّر أبصارهم بنور هداه. ومن مرض منهم فمن الله يطلب شفاه ، وإذا ابتلي ببلاء فهو سبحانه الذي يكشف بلاه ، ألم يسمع ـ ويله ، الله تعالى وقوله ، عن أيوب نبيئه المبتلى ، عليه صلوات الرب الأعلى : (أَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وَعَذابٍ (٤١)) [ص : ٤١] ، (أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) (٨٣) [الأنبياء : ٨٣]. قال الله سبحانه : (فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَكَشَفْنا ما بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْناهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَذِكْرى لِلْعابِدِينَ (٨٤)) [الأنبياء : ٨٤].
أو ما سمع قول إبراهيم ، فيما نزل الله به (٨) من القرآن الحكيم ، فيما ذكر عند
__________________
(١) لعل المطرفية فيما تدعي من الأخذ بأقوال الإمام القاسم والهادي عليهماالسلام أخذت في دعواها بأن الأمراض من تغيّر في الطبيعة المجبول عليها الإنسان ، ومن حدوث خلل في التركيب ، أخذت ذلك من هذا النص.
(٢) سقط من (أ) و (ج) : في.
(٣) في (ب) : فما.
(٤) الشطار : جمع شاطر ، وهو من أعيى أهله خبثا.
(٥) في (أ) : وقال وهذر به إذ. وفي (ب) و (د) : وقال به وهذى به وهذر إذ.
(٦) ربما نقص هنا شيء من الكلام. فعادة الإمام السجع المستوي.
(٧) وهذا أيضا مما تعلقت به المطرفية في تلك الدعوى.
(٨) سقط من (ب) و (د) : به.