المطيل ، ومن لا يعدل من الأشياء كلها بعديل ، فكل ذي خير (١) محمود ، أو منسوب إلى كرم أو وجود ، فالله مبتدئ فطره محموده ، والسابق الأول بما حمد من وجوده (٢).
فأين قولنا ويله ، مما (٣) ادعاه وتقوّله؟ سبحان الله ما أشد سفهه وجهله! لعنه الله وأضل عقله. ولو لا ـ أني سمعت الله لا شريك له يقول : (أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ (٥)) [الزخرف : ٥] ، ويقول سبحانه : (أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ (١٧٩)) [الأعراف : ١٧٩]. ثم لم يترك مع (٤) ذلك تذكيرهم ، وبعث مع ذلك فيهم نذيرهم ، ـ لما رأيت لمن ذهب مذهبه ، وتلعّب في القول متلعّبه ، منازعة ولا إجابة ولا تذكيرا ، ولظننتهم إلا ما شاء الله له في العقول بقرا أو حميرا!!
أرأيتم حين يقول : ولا يغلب أحدا إلا بالخيل السلاح. إنه ليطمح (٥) في الخطأ ـ ويله ـ أيّ طماح! أترونه إنما يظن تغالب البهائم ، أو غلبة الناس للإبل الجلة الصّلادم (٦) وارتباطهم للفيلة بالأمراس ، وقرع سوّاسها (٧) لرءوسها بالأجراس ، (٨) إنما كان منهم بخيل أو سلاح ، ويله إنه ليجمح (٩) عن الحق أيّ جماح! ولئن كان يظن أن الناس أقوى من الملائكة ، إن هذا في الظن لأهلك الهلكة ، وقد بينا في جواب ذلك لهم فيهم ، ومن
__________________
(١) في (ب) : ذي كرم.
(٢) في (ب) : موجوده.
(٣) في (أ) و (ج) : بما ادعاه ، ويقوله. تصحيف.
(٤) في (أ) و (ج) : ثم ينزل. وفي (ج) : ثم لم ينزل. وفي (ب) : ثم يترك. وفي (د) : ثم لم يذكر. وما أثبت ملفق من الجميع ، والله أعلم بالصواب. وفي (أ) و (ج) : في ذلك.
(٥) في (أ) و (ج) : لطمح.
(٦) في (ب) و (د) : اللجية. تصحيف. والجلة : هو الجمل إذا ثنّى ، يعني في السنين. قاموس. والصلادم جمع صلدم : وهو الصلب الشديد.
(٧) الأمراس : الحبال. وسوّاس جمع سائس : وهو الذي يقوم عليها ويروضها.
(٨) الأجراس : عيدان يضرب بها.
(٩) في (أ) و (د) : للجمح. والطماح والجماح بمعنى. وهو الارتفاع ، والنشوز. مأخوذ من جماح الخيل.