يسوع ويكون عليا عظيما بالله ، ويرث كرسي أبيه داود) (١) فلو كان كما يقولون لقالت الملائكة : تلدين ابن الله ويكون منك مولودا ، فكان أعظم في القدر والخطر ، من أن يقال: ابن البشر.
وكذلك قال الملك ليوسف زعمتم بعلها ، عند ما أراد لمّا ظهر من حملها ، من تطليقه لها وتخليته لسبيلها : (يا يوسف بن داود لا تخل سبيل امرأتك فإن الذي بها من روح الله ، وهو يدعا يسوع ، وبه يحيي الله شعبه من خطاياهم بإذن الله) (٢).
ومما زعموا فاعرفوه أنه دلهم ، وشهد على ما ادعوا لهم ، واعتقدوا من ضلال أقاويلهم ، قول الله زعموا في إنجيلهم ، في المسيح بن مريم ، صلىاللهعليهوسلم : (هذا ابني الحبيب الصفي) (٣). وقول سمعان (٤) الصفا له : (أنت ابن الله الحق) (٥).
وما ذكروا من هذا إن صح ومثله ، مما يدعون على الله وعلى رسله ، فقد يوجد له تأويل ، لما قالوا مبطل مزيل ، لا ينكرونه ولا يدفعونه ، ولا يكذبون من خالفهم فيه ولا ينازعونه.
__________________
(١) نص الإنجيل هكذا : وفي الشهر السادس أرسل جبرائيل الملاك من الله إلى مدينة من الجليل اسمها ناصرة ، إلى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف. واسم العذراء مريم. فدخل إليها الملاك ، فقال سلام لك أيتها المنعم عليها. الرب معك. مباركة أنت في النساء. فلما رأته اضطربت من كلامه وفكرت ما عسى أن تكون هذه التحية. فقال لها الملاك : لا تخافي لأنك قد وجدت نعمة عند الله. وها أنت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع. هذا يكون عظيما. وابن العلي يدعا ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه. ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية. لوقا ١ / ٣٣٢٦.
(٢) نص الإنجيل هكذا (ولكن فيما هو متفكر في هذه الأمور ، إذ ملاك الرب قد ظهر له في حلم قائلا : يا يوسف بن داود لا تخف أن تأخذ امرأتك ، لأن الذي حبل به فيها هو من الروح القدس فستلد ابنا وندعوا اسمه يسوع ، لأنه يخلص شعبه من خطاياهم وهذا كله كان لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل. (إنجيل متّى ١ / ٢١ ـ ٢٢).
(٣) نص الإنجيل هكذا : (هذا هو ابني الحبيب الذي سررت به). إنجيل متى ٣ / ١٧. وإنجيل لوقا ٣ / ٣٢.
(٤) في (د) : شمعان.
(٥) نص الإنجيل هكذا قول سمعان : فأجابه سمعان : بطرس يا رب إلى من تذهب ، كلام الحياة الأبدية عندك ، ونحن قد آمنا وعرفنا أنك أنت المسيح بن الله الحي. إنجيل يوحنا ٦ / ٧٠٦٨. وإنجيل متى ١٦١٦.