ومنها ما لا يجوز عليه.
فأما ما لا يجوز عليه : (١) فمعنى النفس التي هي الروح ، وما ذكر الله تعالى من قوله: (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (٧)) [التكوير : ٧]. فهذه النفوس هي أجزاء الإنسان التي هي أرواحهم. وقد قيل في اللغة [في] ذكر هذه النفس : فاضت نفس فلان ، يعنون : خروج روحه ، (٢) وهذا المعنى عن الله عزوجل منفي.
وقال الله عزوجل في كتابه ، يذكر النفس بغير هذا المعنى : (خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ) [النساء : ١ ، الأعراف : ١٨٩ ، الزمر : ٦] يعني : من آدم عليهالسلام ، فسماه نفسا ، ولم يرد به روحه ، وقال : (يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (٢٧) ارْجِعِي) [الفجر : ٢٧ ـ ٢٨]. يعني : يا أيها الإنسان ، ولم يرد النفس التي هي الروح فقط ، وإنما أراد الحي الذي هو الإنسان ، وكذلك قوله : (كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (٣٨)) [المدثر : ٣٨]. أي : كل إنسان بما كسب رهين ، وقال : (يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ) [الزمر : ٤٨]. يعني : أن يقول الانسان وقال : (النَّفْسَ بِالنَّفْسِ) [المائدة : ٤٢]. يريد : الانسان. وقال : (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) [آل عمران : ١٨٥ الأنبياء : ٣٥ ، العنكبوت : ٥٧]. يعني : أن كل إنسان ميّت.
__________________
والنفس في كلام العرب على وجوه :
فمنها نفس منفوسة مجسمة مروّحة.
ومنها مجسمة غير مروحة. تعالى الله عن هذين علوا كبيرا.
ومنها نفس بمعنى إثبات الذات ، كما نقول في الكلام : هذا نفس الأمر ، نريد إثبات الأمر ، لا أن له نفسا منفوسة ، أو جسما مروحا ، فعلى هذا المعنى يقال في الله سبحانه : إنه نفس. لا أن له نفسا منفوسة أو جسما مروحا. وقد قيل في قوله عزوجل : (تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ). أي : تعلم ما أكنه وأسره ولا علم لي بما تستره عني وتغيبه ، ومثل هذا قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم (فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي). أي : حيث لا يعلم به أحد ولا يطلع عليه أحد. الأسماء والصفات / ٢٨٦.
(١) سقط من (أ) و (ب) و (ج) و (د) : فأما ما لا يجوز عليه.
(٢) في (ب) و (د) : خرج.