والعرب قد تقول للشيء الذي لا روح (١) له ولا شخص ، هذا نفس كلامك ، وهذا النور بنفسه.
وقال الشاعر :
قالت له النفس إني لا أرى طمعا |
|
وإن مولاك لم يسلم ولم يصد |
وقال آخر :
وهل نحن إلا أنفس مستعارة |
|
تمر بها الروحات والغدوات |
يعني هل نحن إلا أناسي مستعارون ، ولو أراد بذكر النفس معنى الروح لما (٢) جاز أن يسمى كله نفسا ، لأنه بدن ونفس.
وقال آخر :
وقد وفدت إليك بذات نفسي |
|
قصائد يعترفن بما نشاء |
يعني بقوله بذات نفسي ، أي : بي كما أنا. كما قيل في اللغة : جئتك بنفسي ، ولم يريدوا بقولهم معنى ثانيا ، هو غير جئتك ، لأنه إذا قيل : جئتك دل على الجائي تاما ، ولما قال بنفسي لم يرد معنى ثانيا هو غير المعنى الذي هو جئتك.
وقال آخر :
....................... |
|
وما لام نفسي مثلها لي لائم (٣) |
قال الله عزوجل : (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ) [آل عمران : ٥٣]. يعني : نحن وأنتم ، وقال الله : (وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ) [آل عمران : ٢٨]. فالمحذّر : هو : المحذّر منه ، يعني يحذركم
__________________
(١) في (أ) و (ج) : له بنفسه وكذلك يقولون للشيء الذي لا روح له ولا شخص.
(٢) سقط من (أ) : لما.
(٣) لم أقف على هذه الأبيات فيما لدي من كتب الأدب.