مزيد (١) من ربهم ، لا تنقطع التحف والخيرات الحسان من ربهم أبدا عنهم ، وينظرون إلى ربهم في الجنة بمقعدهم ، وما هم فيه من الازدياد من نعيمهم والإحسان إليهم ، وإنما يوصف الله سبحانه بنظر أوليائه إليه ، بهذه المعاني التي ذكرنا ولا ينظر إلى الله أحد من أعدائه يوم القيامة بمعنى ما ينظر أولياؤه.
ويقال في اللغة : إنما ينظر العبد إلى سيده ، وإنما ينظر إلى الله ثم إليك ، يريدون بذلك ما يأتي من المنظور ، وعلى هذا المعنى قول الناس.
وقال الله تبارك وتعالى يخبر عن أعدائه ، إنه لا ينظر إليهم ولا يكلمهم (٢) فيها وفي الحالة التي لا ينظر إليهم الله يراهم ، وقوله : قال تعالى : (لا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ) [البقرة : ١٧٤ آل عمران : ٧٧] ، أي لا يسألهم ، وقد كلمهم بما فيه حزنهم ، وإن العالمين بالرب علم اليقين عاينوا بيقينهم (٣) القيامة ، وأبصروا وجوها مسودة ، وقد علاها القتر والعبوس ، جزاء بما كانوا يصنعون ، فراعهم ما أبصروا بيقينهم من تلك المفضعات ، فحذروا أن
__________________
ـ إن الرجل يسكن في الجنة سعين سنة قبل أن يتحول ، ثم تأتيه امرأة فتضربه على منكبه ، وتنظر في وجهه ، فخذها أضاء من المرآة! وإن أدنى لؤلؤة عليها تضيء ما بين المشرق والمغرب فتسلم عليه ، فيرد عليهاالسلام. ويسألها من أنت ، فتقول أنا من المزيد ... إلخ. تفسير الغريب / ٣٠١. وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك باختلاف يسير. الدر المنثور ٨ / ٦٠٧.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه فسرها بغرفة من لؤلؤة واحدة لها أربعة أبواب. وهو مروي عن عليعليهالسلام.
وعن ابن عباس ، والحسين ، وعلقمة : أن الزيادة مضاعفة الحسنة إلى عشر أمثالها.
وعن الحسن ومجاهد أنها مغفرة من الله ورضوان.
وعن محمد بن كعب ما يزيدهم الله من الكرامة والثواب.
انظر الجامع الصحيح للإمام الربيع بن حبيب ٣ / ٢٣٢ ط مكتبة الاستقامة ، وتفسير ابن جرير ١١ / ٧٥ ، ٧٦ ط. دار الباز. وتفسير الغريب للإمام زيد بن علي عليهماالسلام.
وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن علقمة بن قيس قال : الزيادة العشر (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها). وهو مروي عن الحسن أيضا. الدر المنثور ٤ / ٣٦٠.
(١) سقط من (ب) : أي مزيد.
(٢) والآية : (وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ) [آل عمران ٧٧].
(٣) في (ب) : يقينهم.