أو محمد (١) بن علي ، أو غيرهم ممن دعا إلى الله ، الذين لم نختلف فيهم إذ كانوا أئمة؟ وجعل الله فيهم ذلك ، أو هل طلبوا ما ليس لهم من أموال الناس غيرهم؟ أو هل أظهروا المعصية بالتقية؟ استبقاء على أنفسهم ومخافة (٢) على دمائهم؟ أو ليس صبروا على أمر الله؟ وقاموا بحق الله ، حتى قتل بعضهم ، ونشر بعضهم ، وأحرق بعضهم ، وأغلي بعضهم في القدور ، ودفن بعضهم أحياء ، وغرّق بعضهم في البحار ، وسمّر بعضهم بالمسامير ، وعذبوا بألوان العذاب؟! فما كان يمنعهم أن يظهروا التقية فينجوا من أعداء الله ، إذا (٣) كانت التقية من المخلوقين دينا على ما وصفتم؟! وقد قال تبارك وتعالى : (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ) [هود : ١٠٩]. وهل الركون إليه إلا الاتباع له على ما يريد ، وتصديقه من (٤) وجهة ما يقول ، وسكناه معه في داره على غير منابذة ، وهو على غير الدعاء إلى الله وطلب الجهاد ، وقد قال الله تبارك وتعالى يصبّر المؤمنين على ما يصيبهم فيه سبحانه : (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَما ضَعُفُوا وَمَا
__________________
ـ سنة ٣٨ ه وتوفي سنة ٩٤ ه ، ركن من أركان الدين ، وإمام من أئمة المسلمين ، وهو أشهر من أن يترجم له. وقد وضع في ترجمته وسيرته كتب.
(١) محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي ، أبو جعفر الباقر ، من أكابر أئمة أهل البيت عليهمالسلام ، ولد سنة ٥٩ ه في حياة جده ، وتوفي سنة ١١٤ ه وقيل : ١١٨ ه روى عن أبيه ، وعن أبي سعيد وجابر وأبي الطفيل وعدة من الصحابة ، وعنه أولاده وأخوه زيد وعبد الله بن الحسن وخلائق.
وفيه روى جابر عن النبي صلىاللهعليهوآله أنه قال : (إنك ستعيش حتى تدرك رجلا من أولادي اسمه اسمي يبقر العلم بقرا ، فإذا رأيته فأقرأه مني السلام) فلما دخل محمد بن علي على جابر وسأله عن نسبه فأخبره قام إليه فاعتنقه وقال له : (جدك يقرأ عليك السلام) ، رواه الهيثمي في المجمع ١ / ٢٢ ، وأخرجه ابن عساكر في تاريخه ٥١ / ٤١ ، وهو في الوافي بالوفيات ٤ / ١٠٢ ، والذهبي في سير أعلام النبلاء ٤ / ٢٤١ ، وقال : وأقرأه جده الحسين السلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآله. والكليني في أصول الكافي ١ / ٤٦٩ ، ٤٧٠ ، والكشي في رجاله ٢٧ ٢٨.
(٢) في (ب) و (د) : مخافة.
(٣) في (أ) و (ج) : إذ.
(٤) في (ب) و (د) : في.