قال الله تبارك وتعالى في أهل بيته صلى الله عليه وعليهم وسلم : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً (٨)) [الإنسان : ٨] (١). فلم يبخلوا بطعامهم على الأسير ، وهو كافر ، واستأثروا على أنفسهم. فكيف كان ينبغي لصاحبكم أن يستأثر بالمال على المستضعفين الفقراء من أصحابه؟ وقد قال الله سبحانه في أهل بيت نبيئه صلى الله عليه وعليهم : (وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [الحشر / ٩ ، التغابن / ١٦] (٢). وقد قال في المؤمنين : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ) [الفتح : ٢٩] ، فقد وصف المؤمنين بالرحمة بعضهم لبعض ،
__________________
(١) رواه ابن الأثير في أسد الغابة ٥ / ٥٣٠ في ترجمة فضة النوبية ، والواحدي في أسباب النزول / ٣٣١ ، والمحب الطبري في الرياض ٢ / ٢٢٧ ، والذخائر / ١٠٢ ، والسيوطي في الدر عند تفسير الآية ٦ / ٢٩٩ ، والشبلنجي في نور الأبصار / ١٠٢ ، والحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل ٢ / ٣٩٤ (١٠٤٢ ١٠٦٦) ، والصدوق في أماليه المجلس ٤٤ حديث رقم (١١) ، والكوفي في المناقب ١ / ١٧٧ (١٠٣) و (١٠٤) و (١٠٥) ، والثعلبي في تفسيره عند تفسير السورة ، وابن البطريق في خصائص الوحي المبين / ١٠٠ عن الثعلبي ، وفي العمدة ١٨٠ برقم (٥٧٠) ، والخوارزمي في المناقب / ١٨٨ في الفصل : (١٧) ، وابن حجر في الإصابة في ترجمة فضة ٤ / ٣٨٧ ، والحبري في تفسيره ٣٢٦ / (٦٩) ، وابن المغازلي في المناقب / ٢٧٢ برقم (٣٢٠) ، والزمخشري في الكشاف عند تفسير السورة ٤ / ١٦٩ ، وابن الجوزي في تذكرة الخواص / ٢٨١ ، وأبو حيان في البحر المحيط ٨ / ٣٩٥ ، والقرطبي في تفسيره / ١٩ ، والبغوي في معالم التنزيل ٧ / ١٥٩ ، والكنجي الشافعي في كفاية الطالب / ٢٠١ ، ٣٤٥ ، في قصة مطولة ، ثم قال : هكذا رواه الحافظ أبو عبد الله الحميدي في فوائده ، وما رويناه إلا من هذا الوجه ، ورواه الحاكم أبو عبد الله في مناقب فاطمة ، ورواه ابن جرير الطبري أطول من هذا في سبب نزول هل أتى. والقندوزي في ينابيع المودة ٢ / ١٠٨ ، وفرات الكوفي في تفسيره ٢ / ٥١٩ (٦٧٦) و (٦٧٧) و (٦٧٨) و (٦٧٩) و (٦٨٠).
(٢) نزلت الآية في علي وفاطمة عليهماالسلام. أخرج الحاكم الحسكاني بسنده إلى أبي هريرة قال : إن رجلا جاء إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فشكا إليه الجوع ، فبعث إلى بيوت أزواجه فقلن : ما عندنا إلا الماء!! فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : من لهذا الليلة؟ فقال علي : أنا يا رسول الله. فأتى فاطمة فأعلمها ، فقالت : ما عندنا إلا قوت الصبية ، ولكنا نؤثر به ضيفنا!! فقال علي : نوّمي الصبية ، وأنا أطفئ السراج للضيف. ففعلت وعشوا الضيف ، فلما أصبح أنزل الله فيهم هذه الآية : (وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ). الآية. شواهد التنزيل عند تفسير الآية برقم (٩٩٢). وأخرجه الطوسي في أماليه ١ / ١٨٨. وأخرج نحوه الكوفي في المناقب ٢ / ٥٥٤.