ليحرس وينمي قيود «التخلف ـ الذاتي ـ الموروث»!.
وإذا كان الإسلام هو الإيديولوجية الطبيعية لأمتنا الإسلامية ، والحصن الذي تحصنت به وهي تواجه التحديات التي فرضها عليها الأعداء منذ عصر الفتوحات ، وحتى توراتها التحررية الحديثة ـ وعبر تحدياتها مع التتار والصليبيين ـ ... فإن الكثير من المسمى إسلاما مما تحمله المطابع إلى القارئ المعاصر لا يمثل «الفكرية القادرة» على أن تكون البديل للتشوه المعرفي ، والمسخ الحضاري ، الذي تمارسه معنا الحضارة الغربية العنصرية الاستعلائية.
والكثير من هذا الذي يسمى «إسلاما» عاجز عن أن يمثل «الحصن» الذي يعين الأمة في موقفها الراهن ، على أن تحرز النصر فيما فرض عليها من مواجهات.
إن أمتنا لن تستطيع مواجهة الحضارة الغربية المادية ، ذات العقلانية المفرطة ، بفكر يغيّب دور العقل .. ويدعي أن هذا هو الإسلام!
ولن تستطيع أن تواجه قوة التقدم العلمي ، الذي يتسلح به الغرب ، بسيل من الكتب يغرق العقل في تفاصيل التفاصيل عن القصص الخرافي ، أو الإسرائيلي الذي يروجه البعض باسم الإسلام!
فإذا كنا جادين حقا في إعداد القوة المستطاعة ، الكافلة لإرهاب أعداء الله ، وأعداء الأمة ، والضامن حقا استخلاص الحقوق السلبية ، فلا بد لنا من الوعي بعوامل التقدم التي صنعت الازدهار الحضاري لأمتنا ، وبعوامل الضعف التي كانت سببا للتراجع والانحطاط.
والوعي كذلك بضرورة التفاعل الحضاري مع الآخرين .. وأهداف هذا التفاعل .. والضوابط والشروط التي تحول بينه وبين التحول إلى التبعية ، أو الارتداد إلى العزلة والانغلاق ...
وإذا كان صراع أمتنا ـ بعد ظهور الإسلام ـ مع التيارات الفكرية ، التي مثلت محاولات الاختراق المعادي ، قد تمخض عن صياغة عقلانيتنا العربية الإسلامية المتميزة ، التي تجسدت في علم الكلام ، فلسفة مؤسسة على الدين ، تفاعل فيها العقل والنقل ، وتآخت فيها الحكمة والشريعة ... فإن هذه العقلانية المتميزة هي التي صنعت حقبة