الأولاد ، ثم لجلعاد وإخوته وبني عمه مثل ذلك. ثم «لحافر» وطبقته مثل ذلك. وانظروا هل يمكن أن يبلغ ذلك ثلث هذا العدد. والأمر في ولد «دان» أفحش من سائر ما في ولد إخوته ، وإن كان الكذب في كل ذلك فاحشا ، لأن البضع والسبعين ألف رجل وزيادة لم يعد فيهم ابن أقل من عشرين سنة ، يرجعون إلى ثلاثة من ولد «يهوذا» ، واثنين من ولد «يوسف» وأما الاثنان وستون ألف رجل ونيف لا يعد فيهم ابن أقل من عشرين سنة ، فإنما يرجع إلى واحد فقط لم يكن «لدان» غيره بلا خلاف منهم ، فكيف إذا أضيف إلى هذا العدد من له أقل من عشرين سنة من الرجال؟ والأغلب أنهم قريب من عدد المتجاوزين عشرين سنة أو أقل بيسير ، وجميع النساء والأغلب أنهن في عدد الرجال أو قريبا من ذلك ، فيجتمع من ولد «حوشيم بن دان» وحده في مدى مائتي عام وسبعة عشر عاما نحو مائة ألف وستين ألف إنسان.
هذا المحال الممتنع الذي لم يكن قط في العالم على حسب بنيته ورتبته.
ويجتمع من ولد «يوسف» عليهالسلام على هذا أرجح من مائتي ألف إنسان ومن ولد «يهوذا» نحو ذلك ، وليس يمكنهم أن يقولوا إن الطبقات من الولادات كانت كثيرة جدا لوجهين :
أحدهما : قوله في توراتهم إن الجيل الرابع من الأولاد يرجعون إلى الشام.
والثاني : أن الذي ذكر أنسابهم من «بني لاوي» ، و «بني يهوذا» ، و «بني يوسف» و «بني رؤوبين» كانوا متقاربين في التعداد «كموسى» و «هارون» و «مريم» بني «عمران بن فاهاث بن لاوي بن إسرائيل». و «اليصافان بن عزيئيل بن فاهاث بن لاوي بن إسرائيل». وقورح وإخوته «بنو يصهار بن فاهاث بن لاوي بن إسرائيل». و «نحشون وإخوته بنو عميناداب بن آرام بن حصرون بن فارص بن يهوذا بن إسرائيل». و «أحار بن كرمى بن سيداي بن شيلة بن يهوذا بن إسرائيل». و «دابان» و «أبيرام» ابنا «الباب بن ملوكن بن روبان بن إسرائيل» وإخوتهم ، وأولادهم وأولاد أولادهم ، هذا نص ذكر أنسابهم في توراتهم ، فوضح أن الأمر متقارب في تعدادهم ، وظهر بهذا عظيم الكذب الفاحش في الأعداد التي ذكروا ، ولا يمكنهم البتة أن يقولوا : إنه كان لإسرائيل غير من سمينا من الأولاد الاثني عشر ، ولا أنه كان لأولاد إسرائيل المذكورين غير من سمينا من الأولاد ، وعددهم واحد وخمسون رجلا فقط ، «لبنامين» عشرة ، و «لجادا» سبعة ، و «لشمعون» ستة و «لرءوبين» و «أشير» و «يساخر» و «نفتالي» لكل واحد منهم أربعة أربعة. و «ليهوذا» و «لاوي» و «زبلون» لكل واحد منهم ثلاثة ثلاثة. و «ليوسف» ولدان اثنان.