إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم ، فإنه بلغ له منهم الرجال واحد وثلاثون ابنا ذكورا كلهم ، وكان أبوه أميرا على اليمن مرة قائما ومرة واليا للمأمون ، ووصيف مولى المعتصم التركي كان له خمسة وخمسون ذكرا بالغين من ولده الأدنين. و «تامرت» مولى ابن مناد صاحب «طرابلس» فإنه كان يركب معه ثمانون ذكرا من أولاده الأدنين ، إلا أن هذا كان يغتصب كل امرأة أعجبته من أمة أو حرة ويولدها ، ورجل من ملوك البربر من «بني دمر» معتزلي كان يركب معه مائتا فارس من ولده وولد ولده ، وتميم بن زيد بن يزيد بن يعلى بن محمد العرني ، فإنه بلغنا أنه كان له نيف وخمسون ذكرا بالغين وكان ملك بني يفرن (١) ممن ملك بلادا عظيمة. وأبو النهار بن زيري بن منكاد فكان يركب معه ثلاثون ذكرا من ولده الأدنين. ومرزوق بن أشكر ابن الثغري بجهة «لاردة» (٢) ـ فكان يركب معه ثلاثون فارسا من ولده الأدنين. وبلغنا عن ملك من ملوك الهند أنه كان له ثمانون ولدا ذكرا بالغون.
وتذكر اليهود في تواريخهم أن رئيسا كان يدبر أمرهم كلهم يسمى «جدعون بن بواش» من بني منسى بن يوسف عليهالسلام كان له سبعون ولدا ذكورا ، وأن آخر من مدبريهم أيضا من سبط منسى يسمى «بايين بن جلعاد» كان له اثنان وثلاثون ولدا ذكورا ، وآخر من مدبريهم اسمه «عبدون بن هلال» من بني أفرايم بن يوسف كان له أربعون ابنا ذكرا بالغون. وآخر من مدبريهم من سبط يهوذا اسمه «أفصان» من سكان بيت لحم كان له ثلاثون زوجة ، وثلاثون ابنا ذكورا ، وثلاثون بنتا. وتزعم الفرس أن «جودرز» الملك على كرمان كان له تسعون ابنا ذكورا بالغون. فإذا كانت هذه الصفة لم نجدها منذ نحو ثلاثة آلاف عام إلّا في أقل من عشرين إنسانا في مشارق الأرض ومغاربها في الأمم السالفة والخالفة ممن علت حاله ، وامتد عمره ، وكثرت أمواله وعياله ، فكيف يتأتى من هذا العدد ما لم يسمع بمثله قط في الدّهر ، لا في نادر ولا في شاذ لبني إسرائيل كافة بمصر؟ وحالهم فيها معروفة مشهورة لا يقدر أحد على
__________________
المغرب (٢ / ٨٢) وتاريخ ابن خلدون (٤ / ١٢٧) ونفح الطيب (١ / ٣٤٤) وسير أعلام النبلاء (٨ / ٢٦).
(١) بنو يفرن : قبيلة من البربر ببلاد المغرب. انظر الأنساب للسمعاني (٥ / ٧٠٢).
(٢) لاردة : مدينة مشهورة من مدن الثغر على نهر سيقر شرقي قرطبة. انظر معجم البلدان (٥ / ٧) والمغرب في حلى المغرب (٢ / ٤٥٩).