الراعي (١) ، وغيرهم. وكل ذلك كذب وإفك وتوليد لأن من ذكرنا فإنما نقله راجع إلى من لا يدرى ، ومن لا يقوم بكلامه حجة ولا صح برهان سمعي ولا عقلي بصدقه.
وهكذا كان أصحاب ماني مع ماني إلا أنه ظهر نحو ثلاثة أشهر إذ مكر به بهرام بن بهرام الملك ، وأوهمه أنه قد آمن به حتى ظفر بجميع أصحابه ، فصلب ماني وصلب جميع أصحابه ، إلى لعنة الله. فكل معجزة لم تنقل نقلا يوجب العلم الضروري كافة عن كافة حتى تبلغ إلى المشاهدة فالحجة لا تقوم بها على أحد ، ولا يعجز عن توليدها من لا تقوى له.
قال أبو محمد : معتمد النصارى كله الذي لا معتمد لهم غيره في قولهم بالتثليث ، وأن المسيح إله وابن الله ، واتحاد اللاهوت بالناسوت ، والتحامه به إنما هو كله على أناجيلهم وعلى ألفاظ تعلقوا بها مما في كتب اليهود كالزبور وكتاب أشعيا ، وكتاب أرميا ، وكلمات يسيرة من التوراة ، وكتب سليمان ، وكتاب زخريا ، وقد نازعهم اليهود في تأويلها فحصلت دعوى مقابلة لدعوى ، وما كان هكذا فهو باطل ومموّه ، لأن التوراة وكتب الأنبياء بأيديهم وبأيدي اليهود سواء ، لا يختلفون فيها ليصححوا نقل اليهود لسواد تلك الكتب ، ثم يجعلوا تلك الألفاظ حجة لهم ، دعواهم وتأويلهم ليس بأيديهم حجة غير هذا أصلا ولا جملة سوى هذه.
وقد أوضحنا بحول الله وقوته فساد أعيان تلك الكتب ، وأوضحنا أنها مفتعلة مبدلة لكثرة ما فيها من الكذب ، وأوضحنا فساد نقلها وانقطاع الطريق منهم إلى من نسبت إليه تلك الكتب بما لا يمكن أحد دفعه البتة بوجه من الوجوه. وبيّنا أيضا بحول الله وقوته فساد نقل النصارى جملة ، وإقرارهم بأن أناجيلهم ليست منزلة ولكنها
__________________
أيام النبي صلىاللهعليهوسلم ، فدخل المدينة في خلافة الصدّيق. قيل إنه مات في سنة ٦٢ ه. انظر ترجمته في طبقات ابن سعد (٧ / ٤٤٨) وطبقات خليفة بن خياط (ترجمة ٢٨٨٨) وحلية الأولياء (٢ / ٢٢) وتاريخ البخاري الكبير (٥ / ٥٨) والاستيعاب (ترجمة ١٤٧٩) وأسد الغابة (٣ / ١٢٩) والإصابة (ترجمة ٦٣٠٢) وتاريخ البخاري الكبير (٥ / ٥٨) والمعرفة والتاريخ (٢ / ٣٠٨ و ٣٨٢) وسير أعلام النبلاء (٤ / ٧ ـ ١٤) وتذكرة الحفاظ (١ / ٤٦) وفوات الوفيات (١ / ٢٠٩) وشذرات الذهب (١ / ٧٠) وفوات الوفيات (١ / ١٠٩) وتهذيب التهذيب (١٢ / ٢٣٥).
(١) ترجم له أبو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء (٨ / ٣١٧) فقال : «المنيب الواعي شيبان أبو محمد الراعي. كان في العبادة فائقا ، وبالتوكل على ربه عزوجل واثقا» ثم روى عن محمد بن حمزة المرتضى قال : «كان شيبان الراعي إذا أجنب وليس عنده ماء دعا ربه فجاءت سحابة فأظلّت فاغتسل. وكان يذهب إلى الجمعة فيخط على غنمه فيجيء فيجدها على حالتها لم تتحرك».