قال الله تعالى : (وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ سَيُجْزَوْنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) [سورة الأعراف : ١٨٠].
وقال تعالى : (قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) [سورة الإسراء : ١١٠].
وقال تعالى : (هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) [سورة الحشر : ٢٢. ٢٤].
وقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّ لله تسعة وتسعين اسما مائة إلّا واحدا ، من أحصاها دخل الجنّة ، إنّه وتر يحبّ الوتر» (١).
ولم يختلف أحد من أهل الإسلام في أنها أسماء لله تعالى ، ولا في أنها لا يقال : إنها نعوت له عزوجل ، ولا أوصاف لله ، ولو وجد في المتأخرين من يقول ذلك لكان قولا باطلا ، ومخالفا لقول الله تعالى ولا حجة لأحد في الدين دون رسول الله صلىاللهعليهوسلم. فإذ لا شكّ فيما قلنا ، فليست مشتقة من صفة أصلا.
ويقال لهم : إذا قلتم إنّها مشتقة ، فقولوا لنا : من اشتقّها ..؟
فإن قالوا : إنّ الله تعالى اشتقها لنفسه.
قلنا لهم : هذا هو القول على الله تعالى بالكذب ، الذي لم يخبر به عن نفسه ، وقفوتم في ذلك ما لم يأتكم به علم.
وإن قالوا : إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم اشتقها.
قلنا : كذبتم على رسول الله صلىاللهعليهوسلم. ولقد سمّى الله بها نفسه قبل أن يخلق رسوله صلىاللهعليهوسلم ، أوحى بها إليه فقط. فصحّ يقينا أن القول بأنها مشتقة فرية على الله تعالى ، وكذب عليه ، ونعوذ بالله من ذلك ، وصح بهذا البرهان الواضح أنه لا يدل حينئذ «عليم» على «علم» ولا «قدير» على «قدرة» ، ولا «حي» على «حياة». وهكذا في سائر ذلك.
__________________
(١) رواه بطرق وألفاظ مختلفة : البخاري في الدعوات باب ٦٩ ، ومسلم في الذكر حديث ٥ و ٦ ، وأبو داود في الوتر باب ١ ، والترمذي في الوتر باب ٢ ، والنسائي في قيام الليل باب ٢٧ ، وابن ماجة في الإقامة باب ١١٤ ، والدارمي في الصلاة باب ٢٠٩ ، وأحمد في المسند (١ / ١٠٠ ، ١١٠ ، ١٤٣ ، ١٤٤ ، ١٤٨ ، ٢ / ١٠٩ ، ١٥٥ ، ٢٥٨ ، ٢٦٧ ، ٢٧٧ ، ٢٩٠ ، ٣١٤ ، ٤٩١).