وسمّى نفسه : «الملك». فسمّه : «السلطان».
وصحّ بالسنة : أنه يسمّى «جميلا». فسمّه : الصبيح ، الحسن.
قال أبو محمد : فإن أبى من كل هذا نقض أصله ، وكذلك إن قال : إن بعض ذلك يغني عن بعض ـ لزمه إسقاط الحياة ، لأن (الحيّ) يغني عن ذكر الحياة على هذا الأصل. ولزمه أن يقول : إنه متكلم ، لأن الكلام مغن عن ذلك.
ولزمه أيضا : إسقاط السمع والبصر ، إذا استغنى بالسميع البصير.
ولزمه أيضا : إسقاط ما جاء به النصّ إذا كان بعضه يغني عن بعض.
والملك يغني عن مليك. وأحد يغني عن واحد. وجبار يغني عن متكبر ، وخالق يغني عن الباري. وهكذا سائر الأسماء. فلم يبق إلّا الرجوع إلى النصوص فقط ، فإذ قد صحّ هذا يقينا بيننا فلا يحل أن يسمّى الله عزوجل : القديم ، ولا الحنّان ، ولا المنّان ، ولا الفرد ، ولا الدّائن ، ولا الباقي ، ولا الخالد ، ولا العالم ، ولا الداني ، ولا الرّائي ، ولا السامع ، ولا المعتلي ، ولا العالي ، ولا المتدارك ، ولا الطالب ، ولا الغالب ، ولا الضار ، ولا النافع ، ولا المدرك ، ولا المبدئ ، ولا المعيد ، ولا الناطق ، ولا المتكلم ، ولا القادر ، ولا الوارث ، ولا الباعث ، ولا القاهر ، ولا الجليل ، ولا المعطي ، ولا المنعم ، ولا المحسن ، ولا الحكم ، ولا الحاكم ، ولا الوهّاب ، ولا الغفار ، ولا المضل ، ولا الهادي ، ولا العدل ، ولا الرضى ، ولا الصادق ، ولا المتطوّل ، ولا المتفضل ، ولا المانّ ، ولا الجيد ، ولا الحافظ ، ولا البديع ، ولا الإله ، ولا المجمل ، ولا المحيي ، ولا المميت ، ولا المنصف ، ولا بشيء لم يسمّ به نفسه أصلا ، وإن كان في غاية المدح عندنا ، أو كان متصرفا من أفعاله تعالى الا أن نخبر به عنه بكل هذا الذي ذكرنا على الإضافة إلى ما نذكر مع الوصف حينئذ ، والإخبار عن فعله ـ فهذا جائز حينئذ فيجوز أن نقول : عالم الخفيات ، عالم بكل شيء ، عالم الغيب والشهادة ، غالب على أمره ، غالب على من طغى ، أو نحو هذا. القادر على ما يشاء ، القاهر للملوك ، وارث الأرض ومن عليها ، المعطي لكل ما بأيدينا ، الواهب لنا كلّ ما عندنا ، المنعم على خلقه ، المحسن إلى أوليائه ، الحاكم بالحق ، المبدي لخلقه ، المعيد له ، المضل لأعدائه ، الهادي لأوليائه ، العدل في حكمه ، الصادق في قوله ، الراضي عمن أطاعه ، الغضبان على من عصاه ، الساخط على أعدائه ، الكاره لما نهى عنه ، بديع السماوات والأرض ، إله الخلق ، محيي الأحياء والموتى ، ومميت الأحياء والموتى ، المنصف ممن ظلم ، باني الدنيا وداحيها ، ومسوّيها ، ونحو هذا ، لأنّ هذا كله إخبار عن فعله تعالى ، وهذا مباح لنا