بإجماع ، وهو من تعظيمه تعالى ، ومن دعائه عزوجل ، وليس لنا أن نسميه إلا بنص ، وكذلك نقول : إن لله تعالى «كيدا ، ومكرا ، وكبرياء» وليس هذا من المدح فيما بيننا ، بل هو فيما بيننا ذم ، ولا يحل أن يقال : إن لله تعالى عقلا ، وشجاعة ، وعفة ، وذكاء ، وفهما ، ودعاء ، وهذا غاية المدح فيما بيننا. فبطل أن يراعى فيما يخبر به عن الله تعالى ما هو مدح عندنا أو ما هو ذمّ عندنا ، بل بما جاء في النص فقط. وبالله تعالى التوفيق.
قال أبو محمد : ومن البرهان على هذا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إنّ لله تسعة وتسعين اسما ، مائة غير واحد ، من أحصاها دخل الجنة» (١).
فلو كانت هذه الأسماء التي منعنا منها جائز أن تطلق لكانت أسماء الله تعالى أكثر من مائة ونيف ـ فهذا باطل لأن قول رسول الله صلىاللهعليهوسلم «مائة غير واحد» مانع من أن يكون له أكثر من ذلك ، ولو جاز كان قوله عليهالسلام كذبا ، وهذا كفر ممن أجازه.
وبالله تعالى التوفيق.
وقال تعالى : (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها) [سورة البقرة : ٣١].
فأسماؤه بلا شك كما هي داخلة فيما علمه آدم ، وتخصيص كلامه عليهالسلام لا يحل ، فإذ ذلك كذلك فمن الذي اشتقها من الصفات ..؟
فإن قالوا : هو اشتقها.
كذبوا على الله تعالى جهارا ، إذ أخبروا عنه بما لم يخبر به تعالى عن نفسه وهذا عظيم نعوذ بالله منه ، وهذه كلها براهين كافية لمن عقل. وبالله تعالى التوفيق ، والحمد لله رب العالمين.
تم الجزء الأول ويليه إن شاء الله تعالى
الجزء الثاني ، وأوله : الكلام في الوجه
واليد والعين ... الخ
__________________
(١) تقدم تخريجه في هذا الجزء. انظر الفهارس العامة.