والواجب يقال على أوجه : يقال فى مقابلة الممكن وهو الحاصل الّذى إذا قدّر كونه مرتفعا حصل منه محال ، نحو وجود الواحد مع وجود الاثنين ، فإنّه محال أن يرتفع الواحد مع حصول الاثنين.
الثانى : يقال فى الّذى إذا لم يفعل يستحقّ [به](١) اللّوم ، وذلك ضربان : واجب من جهة العقل كوجوب معرفة الوحدانية والنبوّة ، وواجب من جهة الشّرع كوجوب العبادات الموظّفة.
وقيل : الواجب يقال على وجهين : أحدهما يراد به اللازم الوجوب ، فإنّه لا يصحّ أن لا يكون موجودا ، كقولنا فى الله تعالى إنّه واجب وجوده. والثانى : الواجب بمعنى أنّ حقّه أن يوجد.
وقول الفقهاء : الواجب الذى يستحق تاركه العقاب وصف له بشيء عارض (٢) له ، ويجرى مجرى من يقول : الإنسان الذى إذا مشى مشى على رجلين.
وأوجب الرّجل : إذا عمل عملا يوجب الجنّة أو النّار. ويقال للحسنة والسّيّئة موجبة. وفى الدّعاء النّبوىّ : «اللهمّ إنّي أسألك موجبات رحمتك» (٣) وقيل / للنبىّ صلىاللهعليهوسلم «إن صاحبا لنا قد أوجب فقال : مروه فليعتق رقبة» (٤) أى ارتكب كبيرة وجبت له النّار. وفى حديثه الآخر : «أوجب ذو الثلاثة والاثنين» (٥) أى الذى أفرط من ولده ثلاثة أو اثنين. والكلمة الموجبة (٦) لا إله إلّا الله.
__________________
(١) تكملة من المفردات.
(٢) أى لا بصفة لازمة له فمشى الإنسان الذى مثل به من صفاته العارضة لا اللازمة لحقيقته كإنسان.
(٣) الفائق : ٣ / ١٤٥.
(٤) الفائق : ٣ / ١٤٥ ، ويقال : أيضا : أوجب : إذا عمل حسنة تجب له بها الجنة من باب أقطف وأركب.
(٥) الفائق : ٣ / ١٤٥. والمراد وجبت له الجنة.
(٦) الموجبة : أى أوجبت لقائلها الجنة.