وقولهم : رأيته وحده منصوب عند أهل الكوفة (١) على الظّرف ، وعند أهل البصرة على المصدر فى كلّ حال ، كأنك قلت أوحدته برؤيتى إيحادا ، أى لم أر غيره ، ثم وضعت وحده موضع (٢) هذا. وقال أبو العباس : يحتمل وجها آخر وهو أن يكون الرجل فى نفسه منفردا كأنّك قلت رأيت رجلا منفردا ثمّ وضعت وحده موضعه. وقال بعض البصريّين هو منصوب على الحال. قال ابن الأعرابىّ : يقال جلس على وحده (٣) وجلسا على وحدهما ، وجلسا على وحديهما (٤) كما يقال جلس وحده وجلسا وحدهما.
ورجل وحد ، ووحد ، ووحيد : منفرد.
والوحدانيّة : الفردانيّة.
ووحد الرّجل ـ بالكسر ـ ووحد ـ بالضمّ ـ ، أى بقى وحده. وأوحدته برؤيتى ، أى لم أر غيره.
وقال أبو القاسم الرّاغب : [الواحد (٥)] فى الحقيقة هو الشىء الّذى لا جزء له البتّة ، ثمّ يطلق على كلّ موجود ، حتّى إنّه ما من عدد إلّا ويصحّ وصفه به ، فيقال : عشرة واحدة (٦) ، ومائة واحدة. فالواحد لفظ مشترك يستعمل على ستّة أوجه :
__________________
(١) وهو مذهب يونس أيضا فليس بمختص بالكوفيين.
(٢) فى اللسان : هذا الموضع.
(٣) جعل وحده اسما ومكنه.
(٤) وجلسا على وحديهما : ليس فى ب ، وهى عبارة ابن الأعرابى الواردة فى اللسان.
(٥) ما بين القوسين تكملة من المفردات.
(٦) فى المفردات : وألف واحد.