والحكم يمحو (١) شهود العبد لنفسه وصفاته فضلا عن شهود غيره ، فلا يشهد موجودا فاعلا على الحقيقة إلّا الله وحده ، وفى هذا الشهود تفنى الرّسوم كلّها ، فيمحق هذا الشهود من القلب كلّ ما سوى الحقّ ، إلّا أنّه يمحقه من الوجود ، وحينئذ (٢) يشهد أنّ التوحيد الحقيقىّ غير المستعار هو توحيد الربّ تعالى نفسه ، وتوحيد غيره له عاريّة محضة أعاره إياها مالك الملوك ، والعوارىّ مردودة إلى من تردّ إليه الأمور كلّها ، (ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِ)(٣). قال العارف عبد الله بن المعمار :
السرّ أن تنظر الأشياء أجمعها |
|
ويعرف الواحد النّاشى به العدد |
فذاك توحيده فى واحديّته |
|
وفوق ذاك مقام اسمه الأحد |
__________________
(١) فى ا : «يمحق» ، وما أثبت من ب ، وتاج العروس.
(٢) فى ا ، (ح) وهى علامة اختصار للقدماء.
(٣) الآية ٦٢ سورة الأنعام.