وإذا قلت : رجل نجس ككتف ثنّيت وجمعت ، وإذا قلت : نجس بفتحتين لم تثنّ ولم تجمع ، وقلت : رجل نجس ، ورجلان نجس ، ورجال نجس ، وامرأة نجس ، ونساء نجس. ويقال : أنجسه ونجّسه تنجيسا.
ثمّ اعلم أنّ النّجاسة ضربان / : ضرب يدرك بالحاسّة ، وضرب يدرك بالبصيرة ، وعلى الثانى وصف الله به المشركين فى الآية المتقدّمة.
ويقال : نجّسه أى أزال نجسه ، فهو من الأضداد. والتنجيس شىء كانت العرب تفعله على الّذى يخاف عليه من ولوع الجنّ به. قال الممزّق البكرىّ واسمه شأس (١) بن نهار :
ولو أن عندى حازيين وراقيا |
|
وعلّق أنجاسا علىّ المنجّس (٢) |
قال ثعلب : قلت لابن الأعرابىّ : لم قيل للمعوّذ منجّس وهو مأخوذ من النجاسة؟ فقال : للعرب أفعال تخالف معانيها ألفاظها ، يقال فلان يتنجّس : إذا فعل فعلا يخرج به من النجاسة ، كما يقال يتأثّم ويتحوّب (٣) ويتحنّث : إذا فعل فعلا يخرج به من الإثم والحوب والحنث.
__________________
(١) فى ا ، ب : شابر ، والتصويب من معجم الشعراء للمرزبانى.
(٢) البيت فى الأساس (نجس) بدون عزو برواية ولو كان عندى حازيان وراقب ، وورد فى التاج (نجس) برواية : وكان لدى كاهنان وحارث والحازى : الكاهن ـ والراقب : يريد المنجم.
(٣) فى اللسان (نجس): «يتحرج».