والوسطى من الأصابع معروفة. والصّلاة [الوسطى](١) فى قوله تعالى : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى)(٢) قيل : الصّبح ؛ وقيل : الظّهر ؛ وقيل : العصر ؛ وقيل : المغرب ؛ وقيل : العشاء ، وقيل : الوتر ؛ وقيل : صلاة عيد الفطر ؛ وقيل : صلاة عيد الأضحى ؛ وقيل : صلاة الضّحى (٣) ؛ وقيل : صلاة الجماعة ؛ وقيل : الصّلوات جميعا ؛ وقيل : الصبح والعصر معا ؛ وقيل : غير معيّنة ؛ وقيل : العشاء والصّبح معا ؛ وقيل : صلاة الخوف ؛ وقيل : صلاة الجمعة يوم الجمعة ، وفى سائر الأيّام صلاة الظّهر ؛ وقيل : المتوسّطة (٤) بين الطّول والقصر ؛ وقيل : كلّ واحدة من الخمس لأنّ قبلها صلاتين وبعدها صلاتين.
قال ابن سيده : هى صلاة الجمعة لأنّها أفضل الصّلوات ، قال : ومن قال خلاف هذا فقد أخطأ.
أوردوا عليه قوله صلىاللهعليهوسلم فى يوم الأحزاب : «شغلونا عن الصّلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارا (٥)» قيل : لا يرد عليه ، لأنّ المذكورة فى الحديث ليس المراد بها المذكورة فى التنزيل (٦). ولكلّ قائل من ذوى الأقوال المذكورة دليل وتوجيه لا نطوّل بشرحه. وأقوى الأقوال ثلاثة : العصر ، والصّبح ، والجمعة.
ووسط القوم يسطهم وسطا وسطة : توسّطهم.
__________________
(١) سقط من ا.
(٢) ٢٣٨ سورة البقرة.
(٣) فى التاج : حكاه بعضهم وتردد فيه.
(٤) هذا القول قد رده أبو حيان فى البحر.
(٥) أخرجه مسلم فى صحيحه بطرق متعددة (تاج.
(٦) علق صاحب التاج على قول المصنف هذا فى قاموسه بقوله : هو كلام غير ظاهر ولا معول عليه فإن الآيات تفسرها الأحاديث ما أمكن كالعكس ؛ ولا يجوز لأحد أن يتصرف فى آية وقع فيها نص من السلف ولا فى حديث وافق آية وصرح السلف بأنها توافقه أو وردت فيه أو نحو ذلك.