تكون إرادة صافية عن ذلك كله ، بحيث يكون تعلّقه بالله وبمراده الدّينىّ الشرعىّ.
ثم تحقيق الحال بأن يكون له حال محقّق لا يكتفى بمجرّد العلم حتّى يصحبه العمل ، ولا لمجرّد العمل حتى تصحبه الحال ، فتصير الإرادة والمحبّة والإنابة والتوكّل وحقائق الإيمان حالا لقلبه ، بحيث لو انقطعت جوارحه كان قلبه فى العمل والسّير إلى الله ، وربّما يكون عمل قلبه أقوى من عمل جوارحه.
وأمّا اتّصال الحال والمعرفة الّتى يسمّونه اتصال الشّهود ، فهو الخلاص من الاعتلال ، والفناء عن الاستدلال ، وهذه المنزلة أعلى من اتّصال الاعتصام ، لأنّ الأولى اتصال بصحة المقصود والأعمال ، وهذا اتّصال برؤية من العمل له ، فيتخلّص العبد بذلك من علل الأعمال واستكبارها واستحسانها والسّكون إليها.