وفى الحديث : «إنّ هذا الدّين يسر (١)» أراد أنّه سهل سمح قليل التشديد. وفى حديث آخر : «يسّروا ولا تعسّروا (٢)». وفيه أيضا : «من أطاع الإمام وياسر الشّريك (٣)» ، وفيه : «كيف تركت البلاد؟ فقال : تيسّرت (٤)» أى أخصبت. وفيه : «لن يغلب عسر يسرين (٥)» أى أنّ العسر بين يسرين ، إمّا فرج عاجل فى الدّنيا ، وإمّا ثواب آجل فى الآخرة. وقيل : أراد أنّ العسر الثانى هو الأوّل لأنه ذكره معرّفا باللّام ، وذكر اليسرين نكرتين وكانا اثنين ، تقول : كسبت درهما ثمّ تقول : أنفقت الدّرهم ، فالثانى هو الأوّل المكتسب. وفى الحديث أيضا : «تياسروا فى الصّداق» (٦) أى تساهلوا فيه ولا تغالوا. وفيه : «اعملوا وسدّدوا وقاربوا ، فكلّ ميسّر لما خلق له (٧)». وفيه : «وقد يسّر له طهور» ، أى هيّئ ووضع. وفيه : «وقد تيسّر للقتال» : تهيّأ له واستعدّ.
وفى حديث علىّ رضى الله عنه : «اطعنوا اليسر (٨)» بالفتح وسكون السّين وهو الطّعن حذاء الوجه. وقال أيضا : «الشّطرنج ميسر العجم» شبّه اللّعب به بالميسر ، وهو القمار بالقداح. وكلّ شىء فيه قمار فهو من الميسر حتى لعب الصبيان بالجوز.
وكان عمر رضى الله عنه أعسر أيسر (٩) هكذا يروى ، والصّواب
__________________
(١) رواه البخارى والنسائى عن أبى هريرة (الفتح الكبير).
(٢) رواه البخارى ومسلم عن أنس (الفتح الكبير).
(٣) الحديث بتمامه فى الفائق : ٣ / ٢٢٨.
(٤) الحديث بتمامه فى الفائق : ٢٠ / ١٢٥.
(٥) أخرجه الحاكم فى مستدركه عن الحسن مرسلا (الفتح الكبير) وانظر الفائق : ٣ / ٢٢٩.
(٦) الفائق : ٣ / ٢٢٨.
(٧) أخرجه الطبرانى عن ابن عباس (الفتح الكبير).
(٨) الفائق : ٢ / ٥٤٣.
(٩) الحديث بتمامه فى الفائق : ٢ / ٤٤٥.