ولا نساء فليباكر الغداء ، وليهجر النّساء ، وليخفّف الرداء ويروى : وليقلّ غشيان النّساء. وقوله تعالى : (ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها)(١) أى نؤخّرها إمّا بإنسائها ، وإما بإبطال حكمها.
والمنسأة : العصا يهمز ولا يهمز ، قال أبو طالب بن عبد المطّلب يخاطب خداش بن عبد الله بن أبى قيس فى قتله عمرو بن علقمة :
أمن أجل حبل لا أباك ضربته |
|
بمنسأة قد جرّ حبلك أحبلا (٢) |
وقال آخر فى ترك الهمز :
إذا دببت على المنساة من هرم |
|
فقد تباعد عنك اللهو والغزل (٣) |
قال تعالى : (ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ)(٤) سمّيت العصا منسأة لأنّها ينسأ بها أى يؤخّر.
ونسأت اللّبن : خلطته بماء ، واسمه النّسء.
النسخ : إزالة شىء بشيء يتعقّبه ، كنسخ الشمس الظلّ ، والشيب الشّباب ، فتارة تفهم منه الإزالة ، وتارة يفهم منه الإثبات ، وتارة يفهم منه الأمران. ونسخ الكتاب : إزالة الحكم بحكم يتعقّبه قال تعالى : (ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها)(٥) ، قيل معناه ما نزيل العمل بها أو نحذفها (٦) عن قلوب العباد ، وقيل معناه :
__________________
(١) الآية ١٠٦ سورة البقرة وعبارة المفردات : وقرئ (ما ننسخ من آية أو ننسأها) أى نؤخرها الخ ا ه. وهى قراءة أبى عمرو وابن كثير كما فى الاتحاف.
(٢) البيت فى اللسان (نسأ) وفيه أن صواب الرواية قد جر حبلك أحبل بتقديم المفعول وأورد بعده بيتين ، وفى (ب) لا أبا لك صدته ، وقد : حاد حبل بأحبل.
(٣) البيت فى اللسان بدون عزو.
(٤) الآية ١٤ سورة سبأ.
(٥) الآية ١٠٦ سورة البقرة.
(٦) فى ا ، ب يحرفها والتصويب من المفردات.