وأمّا نصيحة كتابه فالإيمان بأنّه كلام الله تعالى وتنزيله ، لا يشبهه شىء من كلام الخلق ، ولا يقدر على مثله أحد من المخلوقين. ثم من نصحه تلاوته ، وحقّ تلاوته إقامة حروفه وتحسينها ، والخشوع عند (١) الاستماع لها [و] عند قراءتها ، والذبّ عنه من تأويل الغالين وتحريف المبطلين وطعن الملحدين ، والتصديق بجميع ما فيه ، والوقوف عند أحكامه ، والتفقّه فيه ، والاعتبار بمواعظه ، والتفكّر فى عجائبه ، والعلم بفرائضه وسننه ، ونشر علومه ، والدّعاء إليه ، وتعظيم أهله.
وأمّا النّصيحة لرسوله صلىاللهعليهوسلم فإنّما هى فى تصديقه على الرّسالة ، والإيمان بجميع ما جاء به ، وبذل الطّاعة له فيما أمر به ونهى عنه ، ومؤازرته ونصرته وحمايته حيّا وميتا ، وإحياء سنّته بالطلب لها والذبّ عنها ، ونشرها وإثارة علومها والتّفقّه فى معانيها ، والدّعاء إليها والتلطّف فى تعلّمها وتعليمها ، وإجلال أهلها ، والإمساك عن الكلام فيها بغير فهم ، والتأدّب عند قراءتها.
وأمّا النّصيحة لأئمة المسلمين. فإنّ الأئمة هم الولاة من الخلفاء الرّاشدين ومن بعدهم ممّن يلى أمر الأمّة ويقوم به. ومن نصيحتهم معاونتهم على الحقّ وطاعتهم فيه ، وأمرهم به ، وتنبيههم وتذكيرهم برفق ، وإعلامهم بما غفلوا عنه ، وترك الخروج عليهم ، وتألّف النّاس لطاعتهم ، والصّلاة خلفهم ، والجهاد معهم ، وأداء الصّدقات إليهم وألّا يغرّوهم بالثّناء الكاذب عليهم ، وأن يدعى لهم بالصّلاح. وهذا
__________________
(١) فى ا ، ب عند أهل الاستماع إليها ، والمعنى غير واضح ورجحنا زيادة كلمة أهل لتستقيم العبارة وزدنا واوا قبل قوله (عند قراءتها).