أليس الليل يجمع أمّ عمرو |
|
وإيّانا فذاك بنا تدانى (١) |
نعم وأرى الهلال كما تراه |
|
ويعلوها النّهار كما علانى |
فجواب لغير مذكور ، وهو ما قدّره فى اعتقاده من أنّ اللّيل يجمعه وأمّ عمرو ، أو هو جواب لقوله : وأرى الهلال. البيت ، وقدّمه عليه ، أو لقوله : فذاك بنا تدانى ، وهو أحسن. والله أعلم.
ونعم : كلمة مستوفية لجميع المدح ، كما أنّ «بئس» كلمة مستوفية لجميع الذمّ ، فإذا وليهما اسم جنس (٢) [ليس](٣) فيه ألف ولام انتصب ، تقول بئس رجلا زيد ونعم صديقا أنت على التمييز. وهما فعلان ماضيان / لا يتصرّفان لأنّهما أزيلا عن موضعهما ، فنعم منقول من قولك : نعم فلان : إذا أصاب نعمة ، وبئس منقول من قولك [بئس](٤) فلان : إذا أصاب بؤسا ، فنقلا إلى المدح والذمّ فشابها الحروف فلم يتصرّفا.
وفى نعم لغات : نعم كعلم ، ونعم بكسرتين ، ونعم بكسر النون وسكون العين ، ونعم بفتح النون وسكون العين. ويقال : إن فعلت كذا فبها ونعمت ، بتاء ساكنة وقفا ووصلا (٥) أى نعمت الخصلة. وتدخل عليه (٦) ما فيكتفى (٧) بهما عن صلته ، نحو : دققته دقّا نعمّا ونعمّا بفتح العين (٨) أى نعم ما دققته.
__________________
(١) جامع الشواهد : ٦٦.
(٢) فى ا ، ب : فإذا وليا اسما جنسا ، وما أثبتناه هنا هو ما تقتضيه العبارة والسياق. قال الأزهرى : إذا كان مع نعم وبئس اسم جنس بغير ألف ولام فهو نصب أبدا وإن كانت فيه الألف واللام فهو رفع أبدا.
(٣) تكملة يقتضيها السياق وقواعد النحو.
(٤) ما بين القوسين سقط من ا ، ب والسياق يقتضيه.
(٥) لأنها تاء تأنيث.
(٦) أى فعل نعم.
(٧) فى ا ، ب : فيكفى والتصويب من القاموس.
(٨) أى مع كسر النون وهو ما نقله الأزهرى عن أبى الهيثم. قال : ومثله فى النعوت فرس هضب أى كثير الجرى وبعير خدب للظليم وهجف للظليم. وقد قرأ ابن عامر وحمزة والكسائى وخلف بفتح النون وكسر العين مشبعة على الأصل كعلم ووافقهم الأعمش قوله تعالى : (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ) الآية ٢٧١ سورة البقرة ، وقوله تعالى (إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ) الآية ٥٨ سورة النساء.