المفسرين للقرآن حيث يفسرون الأشعار الجاهلية والرسائل القديمة بالمعاني الرائجة في أيامهم.
الثالث : انّ التبادر كما قلنا إنّما يكون حجّة على الموضوع له إذا كان التبادر مستنداً إلى اللفظ لا إلى القرينة ، وإلاّ فالمعنى المجازي أيضاً يتبادر مع القرينة ، وعلى هذا فلو أحرزنا أنّ التبادر مستند إلى حاق اللفظ أو إلى القرينة فهو ، وإلاّ فهل يُجدي أصالة عدم القرينة لإثبات كون المعنى متبادراً من حاق اللفظ أو لا؟ الظاهر لا ، لا لأجل عدم حجّية الأصل المثبت ـ لما علمت أنّ الأصل اللفظي حجّة في مثبتاته ـ بل لأنّ العقلاء إنّما يستخدمون ذلك الأصل عند الشكّ في المراد فيعيّنون به المراد ، وأمّا إذا علم المراد وشك في كيفية الإرادة وانّه هل هو على نحو الحقيقة أو المجاز فلا ، وما هذا إلاّ لأنّ العقلاء يستخدمون الأُصول فيما يمسّ بحاجاتهم ، وأمّا تعيين كيفية الإرادة وانّها هل هي على وجه الحقيقة أو المجاز فخارج عن مقاصدهم.
بحث استطراديّ
قد انتهى البحث عن التبادر وهناك بحث استطرادي ، وهو أنّ الدور المتوهم في التبادر ، نفس الدور المتوهم في الشكل الأوّل ، حيث إنّ العلم بالنتيجة موقوف على العلم بكلّية الكبرى ، والعلم بكليتها موقوف على العلم بثبوت الأكبر للأصغر ، ففي المثال المعروف : العالم متغيّر ، وكلّ متغيّر حادث ، فالعالم حادث ، فلا شكّ أنّ العلم بالنتيجة موقوف على العلم بكلية الكبرى ، أي أنّ كلّ متغير ( حتى العالم ) حادث ، والعلم بكليّتها فرع العلم بالنتيجة ، إذ لولا العلم بأنّ الأصغر ( العالم ) من مصاديق الأوسط ( المتغير ) لما أمكن له الحكم بنحو الكلية.
وقد نقل أنّ العارف أبا سعيد أبا الخير أورد تلك الشبهة على الشيخ الرئيس