موضع خصب إلى أخصب منه في الرخص ، وحيث تغلب بعض الظلمة على [أكثر] الحبوب ، ومنعها في الغلاء.
الحشوية ، والمجبرة : بل الكل من الله تعالى.
قلنا : ورد النهي عن الاحتكار ، وعن بيع الحاضر للبادي لأجل ذلك.
فصل [في التكليف ووجه حسنه]
والتكليف لغة : تحميل ما يشق ، واصطلاحا : البلوغ ، والعقل. وشرعا : تحميل الأحكام.
ووجه حسنه كونه عرضا على الخير كما مر ، وكذلك الزيادة فيه من إمهال إبليس ، والتخلية ، وإنزال المتشابه ، وتفريق آيات الأحكام الخمسة ، وإبقاء المنسوخ مع بقاء الناسخ ، ونحو ذلك ؛ لأنها عرض على استكثار الثواب ، وهو حسن.
المسلمون : ولم يكلف الله سبحانه وتعالى إلا ما يطاق.
الأشعري : بل كلف الله أبا جهل ما لم يطق ؛ حيث أمره أن يعلم ما جاء به النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وبالإيمان معا ، ومن جملة ما جاء به النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الإخبار بأنه كافر. فإعلامه به تكليف ، ويلزم التكليف بلازمه ، وهو الكفر مع الإيمان ، والجمع بينهما لا يطاق.
والجواب ـ والله الموفق ـ أن كفر أبي جهل [لعنه الله تعالى] سبب للإعلام بأنه كافر ضرورة ، لا أن ذلك الإعلام سبب لحصول كفره ، وإذا لم يكن الإعلام سببا لم يلزم التكليف بالكفر.
وأيضا فإنا نقول : لم يكلف أبو جهل بالعلم بأنه كافر لحصوله عنده بسبب كفره إذ تحصيل الحاصل محال ، وكذلك أمر الحكيم به (١) محال.
__________________
(١) أي : بتحصيل الحاصل.