كأنه خارجا من جنب |
|
سفود شرب نسوه عند مقتاد |
[أي : من جهة صفحته] وأضيف إلى اسم الله تعالى ؛ لأنه صار عبارة عن طاعته تعالى و (رحمن ، ورحيم) : حقيقتان دينيتان لا لغويتان ؛ لأنهما لو كانا مجازا لافتقرا إلى القرينة ، وهما لا يفتقران ، بل لا يجري لفظ (رحمن) مطلقا ، و (رحيم) غير مضاف إلا له تعالى ، ولو كانتا لغويتين لاستلزما التشبيه (١) وقد مر إبطاله.
و (رحيم) منقول ، و (رحمن) غير منقول ؛ إذ لم يطلق على غيره لغة البتة ، وقولهم رحمن اليمامة ، كقول الصوفية : (الله) للمرأة الحسناء ، تعالى الله [الرحمن] عن ذلك علوا كبيرا
وأما رحمة الله تعالى فمجاز ؛ لأن العلاقة المشابهة بين فعله تعالى ، وفعل ذي الحنو والشفقة من خلقه ، وجميع ذلك لا يكون إلا سماعا اتفاقا (٢).
فصل [فيما يجوز إطلاقه على الله من الأسماء وما لا يجوز]
ولا يجوز لله تعالى من الأسماء (٣) إلا ما تضمن مدحا له جل وعلا إجماعا لقوله تعالى : (وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها) (٤).
الجمهور (٥) ولا يفتقر شيء إلى السمع إلا المجاز.
__________________
(١) المانع الثاني من مكونهما صفتان لغويتان : أنه لا بد للصفة من أصل تشتق هي منه ، وأصله الذي اشتقتا منه هو الرحمة ، وقد ثبت أن الرحمة في حقه تعالى مجاز ، وهي الأصل فيثبت في الفرع مثله ، وقد ثبت أنهما غير مجازيتين.
(٢) بين أكثر العلماء ، فلا يجوز إطلاق شيء من المجاز على الله سبحانه وتعالى إلا بإذن سمعي ، وقد جوز بعضهم إطلاق المجاز على الله إذا قيد بما يرفع الإبهام ، وإن لم يرد به سمع.
(٣) قال النجري : وهذا الخلاف إنما هو في الأسماء ، وأما وصفه بصيغ الأفعال نحو يخلق ويرزق ، وهو خلق وزرق فلا يمنع منه أحد. ش ١ / ٥٤٣.
(٤) الأعراف : ١٨.
(٥) من أهل الكلام.