قلنا : لو كان تعالى جسما لكان محدثا كسائر الأجسام ؛ لحصول دليل الحدوث فيه مثلها ، وقد مر الدليل على أنه تعالى ليس بمحدث ، وقال تعالى : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)
فرع [والله ليس بذي مكان]
العترة عليهمالسلام ، وصفوة الشيعة ، والمعتزلة ، وغيرهم : وليس بذي مكان.
المجسمة : بل هو على سرير.
الكلابية (١) : بل [عليه] بلا استقرار (٢). وبعض الكرامية : بجهة فوق.
الصوفية (٣) : بل يحل في الكواعب الحسان ، ومن أشبههن من المردان.
قلنا : الحالّ لا يكون ضرورة إلا جسما أو عرضا ، والله تعالى ليس بجسم ولا عرض ؛ إذ هما محدثان كما مر ، والله تعالى ليس بمحدث
__________________
الحاكم ، وهذا الرواية أصح من رواية الحاكم ، وأقرب إلى الحمل على السلامة ، ونقل صاحب العواصم عن أحمد بن حنبل أنه يكفر من يقول بالتجسيم ، توفي سنة ٢٤١ ه وله سبع وسبعون سنة ، وهو إمام الحنابلة.
داود الأصفهاني : هو داود بن علي بن خلف الأصفهاني الظاهري ، زعيم الظاهرية الذين يرون العمل بظاهر النصوص دون التأويل ، توفي سنة ٢٧٠ ه.
(١) الكلابية : هم فرقة من نابتة الحشوية ، أتباع محمد بن عبد الله بن كلاب القطان ، وهو من نابتة الحشوية ، ورئيس الفرقة الكلابية مات بعد سنة ٢٤٠ ه ، وهو أول من عرف عنه القول بقدم كلام الله ، قال محقق شرح الأصول الخمسة : أحد الأئمة المتكلمين ، وإمام أهل السنة في عصره ، جاراه الأشعري في أكثر آرائه ، عده الشهرستاني من الصفاتية ، وقال : إنه من جملة الذين باشروا علم الكلام ، وأيدوا عقائد السلف بحجج كلامية ، ويعده الأستاذ الدكتور مصطفى حلمي ممهدا لمذهب أبي الحسن الأشعري.
(٢) ما بين القوسين غير موجود في ش خ متنا ، وهو موجود شرحا (بل هو عليه) بلا استقرار. والمثبت هنا لفظ المتن المطبوع.
(٣) الصوفية : المراد هنا الحلولية ، الذين يقولون : إنه تعالى يحل في الصورة الحسنة ، عشقا منه لها ، فاتحد تعالى عن ذلك بها وحدة نوعية ، وقد انتحلوا مذاهب بعض النصارى الذين يقولون : إن الله حال في عيسى عليهالسلام.