قلنا : لا يحتاج إلى الرصد إلا ذو غفلة ، وقد بطل بما ذكرناه آنفا أن يكون الله تعالى كذلك.
وقولكم : إنه أول مخلوق معارض برواية عن بعض أكابر أهل البيت عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إن أول ما خلق الله فتق الأجواء » واشتهر ذلك عن الوصي صلوات الله عليه ، وهو توقيف ، فإن سلمنا التعادل فالعقل يقضي بعدم صحة حال لا في محل.
المهدي عليهالسلام : يجوز أن يكون لتعليم الملائكة عليهمالسلام.
قلنا : لا دليل ، ولا وثوق برواية الحشوية ، وإن سلم فمعارض برواية الهادي (١) عليهالسلام ، عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إن الله سبحانه يلقي ما يريد من وحيه إلى الملك الأعلى ثم يلقيه الملك إلى الذي تحته » أو كما قال ، فإن سلم التعادل في العدالة فقولهم : هو أول مخلوق يستلزم الغفلة ؛ إذ لا يحتاج إلى الرصد حتى يحضر الملائكة إلا ذو غفلة ، وذلك يبطله ؛ لأن الله ليس كذلك لما مر.
فرع [في الرؤية]
العترة عليهمالسلام جميعا ، وصفوة الشيعة ، والمعتزلة وغيرهم (٢) : والله سبحانه لا تدركه الأبصار لا في الدنيا ولا في الآخرة ؛ لأن كل محسوس جسم أو عرض فقط ، وكل جسم أو عرض محدث لما مر.
__________________
(١) الهادي : هو الإمام الهادي إلى الحق يحي بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام ، جوهرة عقد آل محمد ، انتشر فضله في الآفاق ، وله المنة العظمى على أهل اليمن ، ولد عليهالسلام سنة ٢٤٥ ه خرج إلى اليمن مرتين ، وكان في جهاد طيلة حياته ، له المؤلفات العظيمة التي عم نفعها ، وهو مؤسس المذهب الزيدي الهادوي في اليمن ، وجعلت كتبه وأقواله أصولا يشرحها العلماء ، ويخرجون عليها الأحكام ، توفي عليهالسلام لعشر بقين من ذي الحجة سنة ٢٩٨ ، ترجمنا له ترجمة كاملة في أوائل كتاب الأحكام الذي قمنا بطبعه ، وله ترجمة في تفسير المصابيح الساطعة الأنوار ، وفي سيرته كتب مشهورة.
(٢) كالإمامية ، والخوارج ، والمرجئة ، وغيرهم.