والتوهم (١) : التصور صوابا كان أم خطأ. قال الشاعر (٢) :
بأضيع من عينيك للدمع كلما |
|
تذكرت ربعا أو توهمت |
وقد يطلق على الظن.
والجهل مفرد ومركب ، ف المفرد : انتفاء العلم بالشيء (٣).
والمركب : تصور المعلوم أو تصديقه على خلاف ما هو عليه.
والسهو : الذهول عن المعلوم.
فصل [في حقيقة النظر وما يجب منه وأقسامه]
والنظر مشترك (٤) والمراد به (٥) إجالة الخاطر في شيء لتحصيل اعتقاد ويرادفه التفكر المطلوب به ذلك.
وهو ينقسم إلى قسمين : صحيح ، وفاسد.
والأول : ما يتبع به أثر ، نحو التفكر في المصنوع ليعرف الصانع.
والثاني : ما كان رجما بغيب ، نحو التفكر في ذات الله تعالى ، وفي ماهية الروح.
أئمتنا عليهمالسلام وصفوة الشيعة ، والمعتزلة وغيرهم : والصحيح منه واجب عقلا وسمعا ، خلافا للتعلمية (١).
__________________
(١) هذا حده في اللغة.
(٢) الشاعر : هو ذو الرمة غيلان بن عقبة العدوي ، من شعراء العصر الأموي ، توفي سنة ١١٧ ه وقبل هذا البيت :
فما شنتا خرقاء واهية الكلى |
|
سقى بهما ساق ولم تتبللا |
وقوله (أو توهمت منزلا) معناه : أو تصورت منزلا.
(٣) ش خ (انتفاء العلم بالمقصود).
(٤) أي : حقيقة مشتركة بين معان منها : نظر الجارحة ، ونظر الرحمة ، ونظر المقابلة ، ونظر الانتظار ، ونظر الفكر.
(٥) م ط ، م خ (والمراد به هنا).