قلنا : لو كان كذلك لم يجز العقاب عليها ؛ لأن ذلك ظلم ، والله سبحانه يقول : (وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى) (١).
فصل [في أفعال الله جل وعلا]
وأفعال الله تعالى أفعال قدرة لا غير (٢) ، وهي نفس المفعول عرضا كان ، أو جسما ، أو فناء.
البصرية ، والبرذعي (٣) وابن شبيب (٤) : بل يحدث الجسم أو يفنيه بعرض (٥).
البصرة : ولا محل له.
ابن شبيب : بل يحل في العالم عند فنائه ، ويذهب (٦).
أبو الهذيل : بل بقوله : « كن ».
قلنا : يستلزم الحاجة إليه لإحداث الأجسام ، وإن سلم فلا يعقل عرض لا محل له
والقول : عبارة عن إنشائه تعالى للمخلوق.
وأفعال العباد أفعال جارحة ، وأفعال قلب ، وهي أعراض فقط.
الجمهور : والأفعال كلها مبتدأ ومتولد (٧).
أبو علي : لا متولد في أفعال الله تعالى لاستلزامه الحاجة إلى السبب.
__________________
(١) الأنعام : ١٦٤. الإسراء : ١٥ ، فاطر : ١٨ ، الزمر : ٧.
(٢) أي : ما أراده تعالى كان ووجد وثبت من غير واسطة شيء.
(٣) البرذعي : هو أبو الحسن البرذعي من معتزلة بغداد ، ويعد في الطبقة الثامنة ، وكان يدرس عليه مختلف فقهاء المذاهب لما له من علم وفضل
(٤) ابن شبيب : هو محمد بن شبيب من المعتزلة.
(٥) ويسمون هذا العرض « فناء » يخلقه الله لإفناء الجسم وإعدامه.
(٦) معناه : أنه يحل ذلك العرض في العالم في الوقت الأول عند فنائه ، ويذهب في الوقت الثاني.
(٧) المتولد : هو المسبب ، وهو من أفعال العباد الفعل الموجود بالقدرة بواسطة ، سواء كان مباشرا كالعلم ، أو غير مباشر كتحريك الغير.