المجبرة ، وبعض الحنفية : لا يصح ذلك (٢). قلنا : لا مانع.
قالوا : قال تعالى : (ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ) (٣).
قلنا : عدم نقل حكم العقل ليس بتفريط ، بل جاء القرآن بتقريره ، قال تعالى : (فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها) (٤).
(فصل)
والكتاب : هو القرآن ، وهو المتواتر تلاوته.
وخالف كثير في كون البسملة في أوائل السور قرآنا.
وخالف أبيّ بن كعب (٥) في إثبات الحمد في المصحف.
وابن مسعود (٦) : في إثبات المعوذتين فيه [أيضا] لا في كونهن قرآنا.
__________________
(١) في المتن المطبوع ، والمخطوط (القضية).
(٢) لأنه لا حكم للعقل عندهم.
(٣) الأنعام : ٣٨.
(٤) الشمس : ٨.
(٥) أبي بن كعب : هو أبي بن كعب بن قيس بن عبيدة بن معاوية بن عمرو بن مالك بن نجار الأنصاري الخزرجي ، أبو المنذر ، سيد القراء ، ويكنى أبا الطفيل أيضا ، من فضلاء الصحابة وعلمائهم ، وأمر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يقرأ عليه القرآن ، رواه المرشد بالله ، اختلف في سنة موته اختلافا كثيرا ، قيل : سنة تسع عشرة ، وقيل : سنة ٢٢ ه وقيل : غير ذلك.
(٦) ابن مسعود : هو عبد الله بن مسعود بن غافلة ـ بالغين والفاء المعجمتين ـ الهذلي نسبا ، الزهري خلفا ، الكوفي موئلا ، كان من السابقين ، وكان سادسا أو سابعا في الإسلام ، وهاجر قديما هو وأمه ، وشهد المشاهد كلها مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولازمه ملازمة خدمة ، وكان قصيرا نحيفا ، في قامة يساوي الجالس ، وكان من جبال العلم ، وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : (من أراد أن يقرأ القرآن غضا طريا فليقرأه على ابن أم عبد) وكانت كنيته ، وسئل عنه علي عليهالسلام فقال : « قرأ القرآن ووقف عنده ، وأحل حلاله ، وحرم حرامه ». وهو الذي زرع الفقه وتلقاه علقمة ، ثم إبراهيم ، ثم أبو حنيفة. مات رضي الله عنه سنة ٣٢ ه أو سنة ٣٣ ه وهو ابن بضع وستين سنة ، ودفن بالبقيع.