مسقطة لكانت متقبلة ، وبقوله تعالى : (أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ) (١) والخطاب للمؤمنين فقط ، وبقوله تعالى : (وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً) (٢) أي : باطلا ، فلو كان مسقطا لم يكن باطلا.
قالوا (٣) : يفرق في العقل بين من أحسن بعد الإساءة ، وبين من أساء ولم يحسن.
قلنا : يحسن في العقل رد إحسان المسيء الغير المقلع ، ومع الرد لا فرق بينه وبين من لم يحسن لعدم حصول ما يستحق به المكافأة ، وهو قبول الإحسان.
ولا تسقط حسنات الكافر شيئا من عقاب عصيانه اتفاقا ؛ لعدم حصول شرطها وهو الإسلام ، لقوله تعالى : (أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَلِقائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً) (٤).
فصل [في ذكر التكفير للذنوب]
واكتساب الحسنات من المؤمنين وآلامهم النازلة يكفر الذنوب لقوله تعالى : (إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ) (٥) وقوله تعالى : (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ) (٦) ، ولقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : (إن من موجبات المغفرة إدخالك السرور على أخيك المسلم) ونحوه (٧) ، وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : (من وعك ليلة كفر الله عنه ذنوب سنة) ونحو ذلك (٨) مما تواتر معنى كما مر.
__________________
(١) آل عمران : ١٩٥.
(٢) الفرقان : ٢٣.
(٣) أي : من ذهب إلى الموازنة.
(٤) الكهف : ١٠٥.
(٥) هود : ١١٤.
(٦) النساء : ٣١.
(٧) في نسخة (ونحوها).
(٨) في نسخة (ونحوها).