وقال تعالى : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ، اللهُ الصَّمَدُ ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) وقال تعالى حاكيا ومقررا : (وَأَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا) مَا اتَّخَذَ صاحِبَةً وَلا وَلَداً (١) وقال تعالى سبحانه : (أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صاحِبَةٌ) (٢) ، وقال تعالى : (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً) (٣) وقد صح بما يأتي إنشاء الله تعالى.
فصل [في استحالة الفناء على الله سبحانه]
والله سبحانه لا يجوز عليه الفناء ؛ لأن الفناء لا يكون إلا بقدرة قادر ؛ إذ لا تأثير لغير القادر كما مر ، والله سبحانه ليس من جنس المقدورات ، فلا تعلق به القدرة لما مر (٤).
بعض العلية : بل لأن ذاته أوجبت وجوده ، والذات ثابتة في الأزل وهو لا يتخلف عنها ، كما مر لهم (٥).
لنا : ما مر عليهم (٦) ، وإن يسلم ما ادعوه لزم وجود سائر الذوات بذلك الإيجاب عندهم ، حيث جعلوها ثابتة في الأزل ؛ إذ هو إيجاب بلا اختيار ، فما [وجود] بعض الذوات به أولى من بعض ، كما مر لنا (٧) ، ولزم عدم فنائها كذلك ، وذلك باطل بما يأتي إنشاء الله تعالى.
__________________
(١) الجن : ٣.
(٢) الأنعام : ١٠١.
(٣) الإسراء : ١١١.
(٤) من أنه سبحانه ليس بجسم ولا عرض ، فاستحال عليه الفناء.
(٥) الذي مر لهم في الصفات والمؤثرات.
(٦) من أنه لا تأثير للعلة ، وأن صفات الله سبحانه هي ذاته ، وأن وجود الموجود هو الموجود لا غيره.
(٧) في فصل المؤثرات.