ويقول تعالى : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) (١) والمجسمة يقولون : بل هو كالأجسام ، فسماهم الله تعالى في آخر الآية (لِلْكافِرِينَ).
والإجماع على أن من رد آية فهو كافر.
وكذلك القول فيمن يقول : إنّ الله تعالى يحل في الكواعب الحسان ، ومن أشبههن من المردان ، عشقا منه لها تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
وإن أموال الناس والفروج المحرمة حلال ، وليس المراد بالجنة إلا وصل الحبيب ، و [لا] بالنار إلا هجره للآية ، ولردهم أيضا ما علم من الدين ضرورة ، وهو أيضا تكذيب لله ولرسوله.
وكذلك القول فيمن والى كافرا ؛ لقوله تعالى : (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) (٢) أو صوّب عاصيا في عصيانه المتجاري عليه ؛ لرده ما علم من الدين ضرورة ؛ إذ هو تكذيب لما جاء به رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أو جالسهم حال ارتكابهم فعل الكفر غير مكره لقوله تعالى : (فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ) (٣).
فرع
بعض أئمتنا عليهمالسلام : وحكم نحو المجبرة حكم المشركين.
المهدي عليهالسلام ، وأبو علي ، والقاضي (٤) ، وابن مبشر (٥) : بل حكم المرتدين ؛ لأن إظهارهم الشهادتين إسلام ، واعتقادهم ذلك ردة.
__________________
(١) الشورى : ١١.
(٢) المائدة : ٥١.
(٣) النساء : ١٤٠.
(٤) القاضي : هو القاضي عبد الجبار.
(٥) جعفر بن مبشر ، ورواه النجري عن القاسم ، وأبي طالب ، والجرجاني ، والمنصور بالله عليهالسلام.